نفت القاهرة نفياً قطعياً ما تداولته وسائل إعلام دولية بشأن قيام مصر بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء النازحين الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود مع قطاع غزة وذلك في حالة تهجيرهم قسرياً بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع، حسب ما أفاد به ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان، مساء الجمعة 16 فبراير/شباط 2024.
ووفقاً للبيان الذي نشرته وسائل إعلام مصرية، أكد رشوان موقف مصر الحاسم "بالرفض التام الذي لا رجعة فيه، لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، خصوصاً للأراضي المصرية؛ لما في هذا من تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين".
رشوان أشار أيضاً إلى أن كل التصريحات والبيانات المصرية أوضحت أن ذلك "خط أحمر، وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة".
كما أضاف رشوان: "مصر بموقفها المعلن والصريح هذا لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أي إجراءات أو تحركات تتعارض معه وتعطي انطباعاً- يروجه البعض تزويراً- بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية".
جريمة حرب
في السياق ذاته، شدد رئيس هيئة الاستعلامات على أن هذه "جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفاً فيها، بل على العكس تماماً، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذها".
إلى ذلك، لفت رشوان إلى ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن بدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع غزة، موضحاً أن "لدى مصر بالفعل ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية منطقة عازلة وأسواراً في هذه المنطقة".
وتابع قائلاً: "إن تلك هي الإجراءات والتدابير التي تتخذها أي دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها".
والخميس، نفى محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، ما نقلته بعض وسائل الإعلام، عن بناء السلطات المصرية منطقة أمنية عازلة محاطة بأسوار في مدينة رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين من غزة؛ تحسباً لتهجيرهم إذا قامت إسرائيل باجتياح بري لرفح الفلسطينية.
وفي تصريحات له، قال شوشة: "ما يتم في مناطق شرق سيناء وتحديداً في رفح، هو قيام لجان من المحافظة بحصر البيوت والمنازل التي تعرضت للهدم خلال الحرب على الإرهاب، بهدف تقديم تعويضات مناسبة لأصحاب هذه البيوت"، مؤكداً أن هذه العملية ليس لها أي علاقة بما يحدث في غزة.
كما أكد المحافظ أن مصر مستعدة لكل السيناريوهات في حال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية.
مئات الآلاف من النازحين
ووفقاً للأمم المتحدة، يتجمع نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحولت إلى مخيم ضخم. كما أن "أكثر من نصف سكان غزة يتكدسون في أقل من 20% من مساحة قطاع غزة".
كذلك تعد رفح أيضاً نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات من مصر والتي تسيطر عليها إسرائيل. والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكان المهددين بمجاعة وأوبئة.