كشفت صحيفة "WashingtonPost" الأمريكية تفاصيل "خطة الإخلاء" التي جهزتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء مئات آلاف النازحين الفلسطينيين في رفح قبل الهجوم البري الذي تخطط إسرائيل لتنفيذه في المدنية بجنوب قطاع غزة.
الصحيفة الأمريكية نقلت الخميس 15 فبراير/شباط 2024، عن مسؤول إسرائيلي قوله إن عملية التخطيط لإخلاء مدينة رفح من النازحين الفلسطينيين، الذين فاق عددهم مليوناً وثلاثمائة ألف، "جارية ولم يتم بعد الموافقة على خطة نهائية".
كما نقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن اقتراح إسرائيل إنشاء سلسلة مخيمات على ساحل البحر في غزة لم ينجح في تهدئة المنتقدين، في إشارة إلى الانتقادات الموجهة للاحتلال والتحذير من كارثة إنسانية في حال اجتياح رفح عسكرياً.
بينما أوضح المصدر الإسرائيلي للصحيفة الأمريكية أن خطة إخلاء مدينة رفح تتضمن إنشاء 15 مخيماً على شاطئ البحر في كل منها 25 ألف خيمة، سيتم نقل مئات آلاف النازحين الفلسطينيين من مدينة رفح إليها قبل شن العملية العسكرية.
من جهة أخرى، قال محللون عسكريون للصحيفة الأمريكية، إن إسرائيل تعتزم طلب المساعدة من مصر في توفير الرعاية الصحية وغيرها من المساعدات في المخيمات، وإن موقعها يفتح إمكانية تقديم المساعدات من البحر.
بينما نقلت الصحيفة عن المصدر الإسرائيلي قوله، إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي عارض مقترحاً يسمح بانتقال النازحين الفلسطينيين في رفح إلى شمال قطاع غزة قبل العملية العسكرية في رفح، رغم انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المنطقة.
فيما تستعد إسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية برية في رفح تواصلت الأصوات المطالبة بوقفها، وحذر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن "توسع الأعمال العدائية بمدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة يهدد بكارثة إنسانية، وعرقلة عمليات الإغاثة".
تحذير من كارثة بين النازحين الفلسطينيين في رفح
إذ قال البرنامج الأممي، إن "رفح ملجأ لأكثر من مليون شخص، وهي أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات إلى قطاع غزة". وأشار في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إلى تمكنه من مواصلة عمليات توزيع المساعدات في رفح حتى الآن.
كما شدد برنامج الأغذية العالمي على أن "توسع الأعمال العدائية برفح يهدد بحدوث كارثة إنسانية وعرقلة عمليات الإغاثة".
في وقت سابق الخميس، بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، هاتفيا، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت متطلبات عملية عسكرية محتملة في رفح على الحدود مع مصر، حسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
حيث تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية لاجتياح إسرائيلي محتمل لرفح، حيث يوجد ما لا يقل عن 1.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.3 مليون نازح جراء حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حتى الخميس، قتل الجيش الإسرائيلي في غزة 28 ألفاً و663 فلسطينياً وأصاب 68 ألفاً و395، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
كما تسبب في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
كما أنه للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.