أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس 15 فبراير/شباط 2024، عدم الموافقة على إعادة تركيب "الكتل الغرانيتية" الموجودة حول جسم هرم منكاورع (الهرم الأصغر بين الأهرامات الثلاثة)، بعد تلقيها تقرير اللجنة لمراجعة المشروع، بعد أن أثار جدلاً بين المصريين، خوفاً من الإضرار بالمعلم السياحي الشهير.
وبحسب بيان للوزارة نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، أكدت على "عدم الموافقة على إعادة تركيب أي من الكتل الغرانيتية الموجودة حول جسم هرم منكاورع، وضرورة الحفاظ على حالة الهرم الحالية، دون أي إضافات، لما له من قيمة أثرية عالمية استثنائية".
وقبل أيام، شكّلت وزارة السياحة المصرية لجنة علمية مؤلّفة من متخصصي الآثار المصريين والأجانب لمراجعة مشروع ترميم الهرم الأصغر بين أهرامات الجيزة، إثر الجدل الذي أثاره بين المواطنين والخبراء.
وأكد تقرير اللجنة العلمية المشكَّلة على أنه "من المستحيل التأكد من المكان الأصلي والدقيق لأي من هذه الكتل الغرانيتية على جسم الهرم، كما أن إعادتها سيغطي الشواهد الموجودة لطرق وكيفية بناء المصريين القدماء للأهرامات".
"مشروع القرن"
وبدأ الجدل حول المشروع في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، من أمام الأهرامات، ما وصفه بـ"مشروع القرن"، وهو إعادة تركيب بلوكات غرانيتية كانت تمثل كساءً خارجياً للهرم الثالث، أحد أشهر الآثار في العالم، عن طريق بعثة يابانية مصرية.
وهرم منكاورع هو الوحيد في مصر، بين أكثر من 124 هرماً، الذي تضمن تصميمه كساءً خارجياً من الغرانيت، بحسب وزيري.
الإعلان أثار موجة من الجدل لدى علماء الآثار والأكاديميين المصريين الذين وصفوا المشروع بأنه بمثابة "تبليط" للهرم الشهير، لا داعي له.
تحذير لمنع المشروع
إذ أطلقت الدكتورة مونيكا حنا، أستاذة الآثار في جامعة أسوان، تحذيراً لمنع المشروع ووقفه، مؤكدة أنه يخالف كل الأعراف المعترَف بها علمياً، ولا يوجد أي دراسات أو فكرة علمية واضحة حوله.
وكشفت حنا عن سبب رفضها للمشروع، وقالت إنه من الناحية الأثرية والثابت تاريخياً أن القطع الحجرية الغرانيتية بجانب هرم منكاورع غير مهذبة، لأن المصري القديم هذب القطع عند تثبيتها في الهرم نفسه، ولذلك هذه القطع بجانب الهرم هي قطع غشيمة، ولم تسقط من هرم منكاورع، ولا يوجد دليل أثري أو تاريخي منشور أو مكتشف على ذلك، ولذلك فأي محاولة لتثبيتها وتهذيبها هي تدخل سافر في عمل المصري القديم الذي لم يستكمل هذا الهرم ويؤثر بشكل صريح على موثوقية وأصالة الهرم.
وتابعت أنه خلال القرن الـ12، قام يوسف بن عثمان بن صلاح الدين بعمل فتحة في هرم منكاورع، واستعمل بعض القطع الغرانيتية من الهرم ومن جانب الهرم في بناء بعض المباني في القاهرة التاريخية، وكذلك قام بهاء الدين قراقوش باستعمال بعض هذه القطع في عمل القناطر القديمة، التي ربطت منطقة هضبة الأهرام بالقاهرة التاريخية.
وقالت إنه كان يجب دراسة الأحمال والضغط على مكون الهرم ككل ومدى تأثر الهرم كلية، وفي جميع اتجاهاته والتربة نفسها المشيّد عليها من تحمل إضافة هذه الكتل الغرانيتية على أحد أضلاع الهرم، والتي قد تكون تأثرت بالعوامل الخارجية، مثل الصرف الصحي والمياه تحت السطحية في قرية نزلة السمان ونزلة البطران ومنطقة الأهرامات وحدائق الأهرام.