قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الخميس 15 فبراير/شباط 2024، إن الوكالة ستواجه أزمة سيولة بداية من الشهر القادم، وإن مشكلاتها المالية ستتفاقم في أبريل/نيسان ما لم يتم استئناف التمويل الذي علقته بعض الدول، في حين أعلنت أيرلندا تمويلاً إضافياً للوكالة وحثت المانحين الآخرين على استئناف الدعم.
المفوّض العام للوكالة الأممية أوضح لمحطة آر.تي.إي الأيرلندية قبل اجتماع في دبلن مع وزير خارجية البلاد: "سنصل إلى تدفق نقدي بالسالب اعتباراً من مارس/آذار ثم ستتسارع الوتيرة في أبريل/نيسان ما لم يتم إلغاء تجميد هذه المساهمات".
ويصبح التدفق النقدي لأي منظمة أو شركة بالسالب عندما تفوق مصروفاتها إيراداتها، مما يقوض قدرتها على الاستدامة.
وتزعم إسرائيل أن الأونروا، التي تقدم يد المساعدة للفلسطينيين منذ أكثر من 70 عاماً، غير مؤهلة لتحقيق الهدف من وجودها.
وعلق مانحون رئيسيون التمويل بعد اتهامات بضلوع 12 من بين آلاف الموظفين الفلسطينيين في الأونروا في عملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومة في غزة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حملة كاذبة ومضللة
من جهته، أعلن مايكل مارتن، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأيرلندي، منح وكالة الأونروا تمويلاً إضافياً بقيمة 20 مليون يورو، وحث المانحين الآخرين على استئناف الدعم وزيادته.
وتحدث مارتن، في مؤتمر صحفي الخميس، مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن هجوم ممنهج يستهدف الوكالة، وأكد أنه بدون الأونروا لن تكون هناك خدمات أساسية للفلسطينيين في غزة.
وأوضح مايكل مارتن أن إسرائيل شنت حملة كاذبة ومضللة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وانتقد الولايات المتحدة الأمريكية وطالبها بإعادة التفكير في قرارها تعليق دعم الأونروا، مؤكداً أن "الجهة التي ستدير غزة بعد الحرب لن تتمكن من القيام بمهامها بدون الأونروا".
وجدد حرصه على استمرار الخدمات الأساسية للوكالة في المنطقة، واعتبر أن تفكيك الوكالة وتعليق تمويلها "سيكون خذلاناً من المجتمع الدولي للفلسطينيين وسيؤثر على حياتهم، وستكون له تداعيات وخيمة وآثار سلبية".
وحذر من أن غياب مساهمات جديدة سيسبب شحاً كبيراً في تمويل الوكالة بداية من شهر أبريل/نيسان المقبل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال لازاريني إن الدعوات المطالبة بتفكيك الوكالة قصيرة النظر، وإن إنهاء مهمتها سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد كشفت، في تقرير سابق في فبراير/شباط الجاري، أن حجم الخسائر التي ستتعرض لها الأونروا بنهاية فبراير/شباط الجاري، ستصل إلى 65 مليون دولار.
وحذر رؤساء وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك، من أن قطع التمويل سيكون له "عواقب كارثية" على غزة، حيث يعتمد أكثر من نصف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، عليها للحصول على المساعدات يومياً.