توسّلت آن هيدالغو عمدة العاصمة الفرنسية باريس إلى مواطنيها الفرنسيين حتى لا يغادروا المدينة أثناء الألعاب الأولمبية، وذلك خشية أن يتركوا مطاعم المدينة خاوية، ويؤدي ذلك إلى ركود اقتصادي كبير في المدينة، وذلك وفق ما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2024.
إذ اعتاد سكان باريس أن يهجروا العاصمة الفرنسية للسياح في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، ولا يبدو أن العام الجاري سيكون مختلفاً.
حيث أدرج العديد من الباريسيين منازلهم للإيجار على منصة Airbnb خلال العطلة الصيفية، وذلك سعياً منهم لتجنب القيود المرورية وبعد أن أغرتهم أسعار الإيجار المرتفعة أثناء الأولمبياد.
لكن آن هيدالغو، عمدة المدينة الاشتراكية، لديها أفكار أخرى في هذا الصدد. إذ قالت أثناء افتتاح صالة أديداس الجديدة، وهي وجهة أولمبية في حي بورت دو لاشابال شمالي باريس: "ستكون باريس مذهلة، لا تغادروا في الصيف المقبل، سيكون هذا غباءً. سوف نستمتع بالإثارة معاً. هذه هي بداية السحر الأولمبي بحق".
تأتي محاولة آن لكسب ود الباريسيين بالتزامن مع مخاوف المطاعم من خسارة تجارتها، وذلك نتيجة غياب الزبائن المعتادين أثناء الحدث الرياضي العالمي.
ومن المتوقع وصول أكثر من 15 مليون زائر إلى المدينة، لكن المطاعم تخشى أن ميزانياتهم لن تسمح بشراء شيء سوى الوجبات السريعة، بعد أن يدفعوا أسعار تذاكر المباريات الباهظة. وربما تكون تلك المخاوف مبررة، حيث توقفت أعمال المطاعم في لندن أثناء أولمبياد 2012.
بينما يقول العديد من الباريسيين إن قلقهم حيال الازدحام وارتفاع أسعار تذاكر النقل العام أثناء الحدث يسيطر عليهم أكثر من مشاعر الحماس للأولمبياد. وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن نحو خمس سكان العاصمة على استعداد لتأجير منازلهم أثناء الأولمبياد، عندما ترتفع أسعار بعض الشقق بمقدار ستة أضعاف.
رغم تأكيدات آن والرئيس ماكرون على أن مدينة النور تستعد للحظة فرحٍ جماعي، تراجع المزاج العام للسكان بسبب التعليمات التي تنص على تفادي طلب الطرود والانتقال إلى بيوت جديدة أثناء الدورة.
مع ذلك، اشترى الفرنسيون -وسكان باريس تحديداً- نحو 64% من إجمالي نحو ثمانية ملايين تذكرة أولمبية بيعت حتى الآن. بينما ذهبت غالبية نسبة التذاكر المبيعة المتبقية (36%) إلى البريطانيين والأمريكيين والألمان.
في ما قال داميان راجوت من اللجنة المنظمة: "لقد كنا نخشى أن يستغرق الجمهور الفرنسي وقتاً للاستجابة. لكن هذا لم يحدث على الإطلاق، من الواضح للغاية أن الشعب يريد المشاركة في الحدث".