على الرغم من الأداء الاستثنائي الذي قدمه الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ، في موسمه الأول مع الفريق البافاري، متألقاً بتسجيل 28 هدفاً وصناعة 8 في 28 مباراة، إلا أنه واجهت مسيرته مع النادي الألماني سلسلة من التحديات والنكسات غير المتوقعة.
نحس هاري كين
انتقل هاري كين إلى بايرن ميونيخ حاملاً آمالاً كبيرة في إنهاء رحلته الطويلة بدون ألقاب، والتي استمرت 14 عاماً مع فريقه السابق، توتنهام هوتسبير. ورغم المشاركة في نهائيات كبرى مع توتنهام ومنتخب إنجلترا، إلا أن الفوز بالألقاب ظل حلماً بعيد المنال. فخسر نهائي دوري رابطة المحترفين، ونهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي بطولة اليورو مع منتخب إنجلترا!
عندما حل في بافاريا قادماً من لندن، قال الهداف القدير: "أريد أن ألعب في دوري أبطال أوروبا وأقاتل من أجل الألقاب، هدفي هو الفوز بجميع الجوائز التي ننافس عليها." لكن الأمور لم تسر كما خطط لها كين في بايرن ميونيخ، حيث واجه الفريق سلسلة من الهزائم المحلية غير المسبوقة. فودع هاري كين رفقة بايرن ميونيخ بطولة كأس ألمانيا مبكراً على يد فريق "ساربروكن" الذي ينافس في دوري الدرجة الثالثة الألماني بعدما أقصى بايرن ميونيخ من كأس ألمانيا بفوزه عليه (2-1).
وكان البافاري قد خسر كأس السوبر في بداية الموسم أمام لايبزيغ (0-3) في أول ظهور لهاري كين بقميص بايرن ميونيخ، حيث منعت ثلاثية لنجم منتخب إسبانيا داني أولمو قائد توتنهام السابق من الفوز بأول لقب في مسيرته.
وتراجع للمركز الثاني في الدوري الألماني بفارق 5 نقاط كاملة عن محتل الصدارة ومفاجأة الموسم بايرن ليفركوزن. الأخير أطاح بالعملاق البافاري في قمة الدوري الألماني بثلاثية نظيفة لم يقدم فيها لاعبو المدرب توماس توخيل ما يعتذرون به لجماهيرهم.
كارثة هاري كين
صحيفة "بيلد" الألمانية وصفت أداء كين بـ"الكارثي" في إحدى المباريات الحاسمة، مشيرة إلى أن تأثيره كان غائباً بشكل كامل على الرغم من الاستحواذ الكبير للفريق على الكرة. وأضافت الصحيفة واسعة الانتشار في ألمانيا في حديثها عن مستوى المهاجم الإنجليزي في المباراة: "لقد اشتراه نادي بايرن ميونيخ تحديداً لمواجهات من هذا الطراز. هاري كين قدم أسوأ مباراة له بقميص البايرن، كين لم يكن في المباراة أصلاً، لا هدف، لا تمريرة".
وأظهرت الإحصاءات أداء هاري كين المخيب للآمال؛ إذ لمس المهاجم الإنجليزي الكرة 18 مرة فقط خلال المباراة، على الرغم من استحواذ بايرن ميونيخ على الكرة بنسبة 62%.
وبينما لا تزال الفرصة قائمة أمام بايرن ميونيخ وكين لتعويض بعض الخسائر، خاصة في دوري أبطال أوروبا والسعي نحو استعادة الصدارة في البوندسليغا، فإن الضغوط تتزايد لإثبات أن قرار انتقاله كان صائباً وأنه يستطيع أن يكون حاسماً في اللحظات الكبرى التي تتطلب ظهور النجوم الكبار.
هاري كين أغلى صفقة في تاريخ ألمانيا
يذكر أنه وفي خطوة استراتيجية لتعزيز هجومه بعد الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة، أقدم بايرن ميونيخ على خطوة جريئة بضم النجم الإنجليزي هاري كين، في صفقة قياسية بلغت قيمتها 100 مليون يورو، تاركاً بصمة كبيرة في سجلات الانتقالات بالدوري الألماني.
هاري كين، القائد المتألق لمنتخب إنجلترا، والذي يبحث عن تحقيق أول ألقابه الكبيرة، وجد في بايرن ميونيخ المحطة المثالية لتحقيق هذا الحلم، حيث وقع عقداً يمتد حتى عام 2027، قادماً من توتنهام في صفقة هي الأضخم في تاريخ البوندسليغا.
بهذا الانتقال، كان يأمل هاري كين في إنهاء رحلة البحث عن الألقاب، معتمداً على سجله التهديفي المذهل الذي سجل خلاله 280 هدفاً في 435 مباراة مع توتنهام، وأصبح الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي برصيد 58 هدفاً. ومع ذلك، ظلت خزائنه خالية من الألقاب الكبرى، على النقيض من بايرن ميونيخ الذي توج بلقب الدوري الألماني في آخر 11 موسماً.
المفاوضات بين الناديين كانت معقدة واستمرت لأسابيع، حيث كان دانيال ليفي، رئيس توتنهام، يصر على الحصول على قيمة مالية كبيرة مقابل التخلي عن اللاعب، مستغلاً العقد الذي كان يربط كين بالنادي حتى يونيو/حزيران 2024.
بهذا الانتقال، تخطى بايرن ميونيخ حاجز الصفقات القياسية في تاريخه، متجاوزاً الرقم الذي سجله بضم المدافع الفرنسي لوكاس هرنانديز من أتلتيكو مدريد بـ80 مليون يورو عام 2019، مؤكداً على استراتيجيته الجديدة في السوق للحفاظ على مكانته المهيمنة محلياً وتعزيز تنافسيته أوروبياً.