قالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، إن الصراع في غزة وما ينجم عنه من حالة عدم اليقين يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها الاقتصادات التي لا تزال تتعافى من الصدمات السابقة، مشيرة إلى أن اتساع الصراع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الضرر الاقتصادي على مستوى العالم.
وخلال كلمتها في القمة العالمية للحكومات بدبي، الأحد 11 فبراير/شباط 2024، أكدت جورجيفا أن الصراع في غزة كان له تأثير مدمر على الصعيد الاقتصادي، حيث إنه تسبب في تدهور النشاط بالقطاع بنسبة 80%، منذ أكتوبر/تشرين الأول وحتى شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، وفي الضفة الغربية، بلغ الانخفاض 22%، مضيفة أن التوقعات المتردية للاقتصاد الفلسطيني تزداد سوءاً مع استمرار الصراع، ولن يغيره جذرياً إلا السلام الدائم والحل السياسي.
وأشارت مديرة صندوق النقد إلى أن الصراع طال الاقتصادات المجاورة؛ إذ يؤثر على السياحة، والتي تعتبر شريان الحياة لكثير من دول المنطقة، موضحة أن الصندوق يراقب عن كثب التأثيرات المالية، التي يمكن رؤيتها في مجالات مثل زيادة الإنفاق على شبكات الأمان الاجتماعي والدفاع.
كما بيَّنت جورجيفا أنه في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يظهر التأثير من خلال ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض أحجام العبور في البحر الأحمر، بنحو 50% هذا العام، بحسب بيانات PortWatch الخاصة بالصندوق.
وتابعت جورجيفا قائلة إن العالم العربي قادر على زرع بذور مستقبل أفضل وأكثر استقراراً في ظل هذه الظروف الصعبة، إذ يمكن للدول العربية تلبية احتياجات إعادة الإعمار المقبلة، وتعزيز القدرة على الصمود، وخلق الفرص التي يطلبها عدد متزايد من السكان، عبر خلق مساحة مالية واقتصادات مرنة وقادرة على تحمل الصدمات والاستمرار في الإثمار.
معدل التضخم العالمي
في سياق آخر، توقعت جورجيفا أن ينخفض معدل التضخم العالمي في عام 2024، لكنها شدَّدت على ضرورة عدم إعلان النصر قبل الأوان، لافتة إلى أن آفاق النمو العالمي لا تزال على المدى المتوسط عند نحو 3% مقارنةً بالمتوسط التاريخي البالغ 3.8%.
كما أشادت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي باقتصاديات المنطقة العربية، وقالت إن المنطقة العربية تعلب دوراً متزايد الأهمية في عالم سريع التغيير.
وقدَّرت أن يصل نمو إجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط إلى 2.9% هذا العام.