انتقد الناشطون المؤيدون لفلسطين، الخطط الجديدة للحكومة البريطانية التي تقول إنها تهدف إلى معالجة "معاداة السامية" في نظام التعليم، ووصفوها بأنها "ذات دوافع سياسية"، وفقاً لموقع Middle East Eye البريطاني.
انتشرت تفاصيل المبادرة، الثلاثاء 6 فبراير/شباط الجاري، التي تبلغ قيمتها 5.5 مليون جنيه إسترليني (6.3 مليون دولار أمريكي)، والتي تقول الحكومة إنها تهدف إلى "معالجة معاداة السامية في التعليم وتعزيز التعريف العملي الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة لمعاداة السامية في المدارس والجامعات".
وفقاً لموقع الحكومة الإلكتروني، يهدف البرنامج إلى "دعم المدارس والكليات والجامعات لمعالجة معاداة السامية بفعالية، من خلال زيادة فهم الموظفين والمتعلمين لمعاداة السامية، وزيادة قدرة الموظفين على تحديد حوادث معاداة السامية ومعالجتها".
كما أضاف الموقع، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى: "إلى جانب ذلك، سيكون القائمون على التدريب أيضاً مسؤولين عن تطوير وتنفيذ موارد الدعم، بما في ذلك ما يتعلق بالوضع في إسرائيل في أعقاب 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تعالج المعلومات الخاطئة والمضللة، ويمكن استخدامها في أنشطة مشاركة الطلاب" وفق قولها.
تنقسم عملية تمويل "معالجة معاداة السامية" إلى قسمين: الأول مخصص للبرامج التي تستهدف الجامعات، حيث سيكون "حجر الزاوية" في التدريب هو نشر تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، أما الشريحة الثانية من التمويل، فقد خُصِّصَت لنشر المبادرة في المدارس والكليات.
نشطاء: مبادرة معالجة معاداة السامية مسيسة
تأتي المبادرة الجديدة بشأن معالجة "معاداة السامية" في نظام التعليم، وسط ما وصفه اتحاد الجامعات والكليات بالاستقطاعات "المزمنة" في تمويل الفنون والعلوم الإنسانية في جامعات المملكة المتحدة.
وأعلن قسم اللغة الإنجليزية واللغويات في جامعة كينت مؤخراً أنهم معرضون لخطر "قطع التمويل التام". وفي هذا المناخ، ادعى بعض النشطاء أنَّ المبادرة الجديدة تتعلق بالسياسة أكثر مما تهدف إلى ضمان سلامة الطلاب اليهود.
صرّحت نيف غوردون، رئيسة الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، التابعة للجنة الحريات الأكاديمية وأستاذ حقوق الإنسان في جامعة كوين ماري في لندن لموقع Middle East Eye: "قررت المملكة المتحدة استثمار ما يزيد على 5 ملايين جنيه إسترليني (6.3 مليون دولار أمريكي) في تطبيق تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية في وقت تقلص فيه الجامعات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك أماكن مثل كينت، حجم برامجها في العلوم الإنسانية وطرد الموظفين".
وأضاف: "هناك أموال للاستثمار في تعريف ذي دوافع سياسية يُستخدَم لحماية الجرائم الإسرائيلية، لكن لم يكن هناك أي دعم تقدمه الحكومة للطلاب والموظفين الفلسطينيين، ولا توجد شراكات مع الجامعات الفلسطينية".
وقد خلُص تقرير شارك في تأليفه الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط والمركز الأوروبي للدعم القانوني، في وقت سابق، إلى أنَّ تعريف معاداة السامية الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست يقوض الحرية الأكاديمية والحق القانوني في التعبير للموظفين والطلاب.
وحلّل التقرير 40 حالة اتُّهِم فيها موظفو وطلاب جامعات المملكة المتحدة بمعاداة السامية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، ووُجِد أنه في جميع الحالات باستثناء حالتين، رُفِضت الاتهامات.
وصفت الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، والمركز الأوروبي للدعم القانوني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست بأنه "غير مناسب للغرض الذي أنشئ لأجله"، وقالا إنه يضر بالصحة العقلية والسمعة والآفاق المهنية للطلاب والموظفين الذين اتُّهموا زوراً بمعاداة السامية.
وقد اعتمدت أكثر من 200 جامعة وكلية ومقدمي خدمات التعليم العالي في المملكة المتحدة هذا التعريف.