لماذا تبدأ جميع أسماء أبناء الملك فؤاد الأول ملك مصر السابق (1917 – 1922) بحرف الفاء؟ ولماذا ارتدت الأميرة فوزية الأسود في زفاف ابنتها؟ كانت هذه أسئلة من ضمن معلومات أخرى كشفتها الكاتبة المصرية إيمان الشرقاوي مؤلفة كتاب "صاحبات السمو الملكي" خلال لقائها التلفزيوني مع الإعلامية منى الشاذلي.
لماذا تبدأ أسماء أبناء الملك فؤاد الأول بحرف الفاء؟
بالنسبة للسؤال الأول؛ فإن الإجابة التي قدمتها مقدمة برنامج "معكم" المذاع على قناة ON، والكاتبة تعود إلى قصة عرافة أخبرت الملك فؤاد الأول بأن يسمي ذريته بحرف الفاء، حتى يمنحهم ذلك حسن الطالع ودوام المُلك.
حسب الشاذلي؛ فإن العرافة أخبرت الملك أن يبتعد عن حرف الألف، لأنه سيجلب لهم المآسي وزوال المُلك، وأن الملك فؤاد صدقها، لذلك اختار أسماء أبنائه لتكون: فاروق، والأميرات الخمس؛ فوزية وفايزة وفوقية وفايقة وفتحية.
هل انطبقت نبوءة العرافة بحسن الطالع؟
لكن يبدو أن مصير الأميرات لم ينطبق مع النبوءة؛ إذ أشارت الشرقاوي إلى أن مصير الأميرات الخمس لم يكن غير متوقع، فبالنسبة للأميرة فوزية (1921- 2013) التي كانت صاحبة جمال لا يُبارى وتحدثت 7 لغات عاشت زيجة غير سعيدة.
بدأت هذه الزيجة من شاه إيران محمد رضا بهلوي برفض في القصر. حسب الشرقاوي، فإن بهلوي الذي كان ولياً للعهد شاهد صورة للأميرة وأعجب بها وطلب والده يدها لابنه لتعزيز مكانته في الشرق الأوسط.
الأميرة فوزية شاهدت صورة زوجها أيضاً قبل أن توافق على الزيجة، وأرجعت الشرقاوي السبب إلى "انغلاق" الحياة في القصر، ما يعني أن الزوجين لم يرا بعضهما قبل الخطبة إلا من خلال الصور.
إلا أن الزيجة لم يكن مرحباً بها في القصر، وقالت الشرقاوي إن السبب أن "حكم الشاه لم يكن راسخاً في إيران بشكل يختلف عن قوة الملكية". ولم تكن الأميرة فوزية سعيدة بزيجتها إذ انتهت بانفصالها، لكنها عاشت قصة حب أخرى لاحقاً بعيداً عن الأضواء.
أما بالنسبة للأميرة فوقية فقد تزوجت من محمود فخري باشا، وأنجبت منه ولداً وعاشت في بيت بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، والذي باعته لأختها الأميرة فائقة، قبل أن تغادر مصر وتسافر لسويسرا، حيث ماتت وحيدة بأحد الفنادق، حسب صحيفة "الوطن" المصرية.
وبالنسبة للأميرة فايزة (1923-1994) فتشير الصحيفة المصرية إلى أن زوجها الأمير محمد رؤوف ساومها عند قيام الثورة المصرية على النظام الملكي عام 1952 بقيادة الضباط الأحرار ليسمح لها بالسفر، وانفصلت عنه بعد إفلاسها، ويبدو أن ذلك سبب لها تعاسة ولم تتزوج مرة أخرى. أما آخر أيامها فقضتها في المستشفى حيث ماتت.
أما الأميرة فائقة (1926-1983) فتزوجت أحد الضباط السابقين بالقصر الملكي؛ إذ أحبته لكن والدها لم يوافق على زواجهما فنقله لإسبانيا، إلا أنها التقت به وتزوجته بعد سنوات بسفرها هناك، وكان ذلك دون علم والدها، الذي طالبها بالعودة لمصر أو يحرمها من ألقابها الملكية، وبالفعل، فقد عادت الأميرة وعاشت بقصرها في منطقة الدقي، ثم عاشت صراعاَ مع مرض السرطان لـ 13 عاماً.
الأميرة فتحية كانت في عمر الـ15 عاماً عندما خرجت من مصر برفقة والدتها الملكة نازلي، وتزوجت بموظف في وزارة الخارجية المصرية بقسم العلاقات العامة، وانتهت حياتها قتلاً، فيما وجهت الاتهامات لزوجها الذي حدث بينه وبينها مشاحنات سابقة.
ولماذا ارتدت الأميرة فوزية الأسود في زفاف ابنتها؟
أيضاً؛ من الأمور التي تحدثت الكاتبة المصرية عنها هي حادثة ارتداء الأميرة فوزية ملابس سوداء في يوم زفاف ابنتها نادية إسماعيل شيرين للفنان يوسف شعبان.
وأرجعت الشرقاوي السبب إلى رفض الأم هذه الزيجة بشدة، وقالت إن السبب "كان الموضوع مرفوضاً تماماً؛ لأنه بالنسبة لهم إحنا أسرة محمد علي مش بنتجوز من فنانين".
كما أشارت إلى رفض زوج الأميرة فوزية آنذاك العقيد إسماعيل شيرين هذا الزواج لسبب آخر مرتبط بفارق العمر الكبير بين ابنتهما والممثل المصري، وكذلك لأنها كانت الزيجة الثالثة ليوسف شعبان بينما الأولى لنادية.
الزواج تم في النهاية، لذلك اختارت الأميرة فوزية ارتداء الأسود يوم زفاف ابنتها، معتبرة أن "ابنتها ماتت"، حسب مصطلح الكاتبة المصرية خلال لقائها التلفزيوني. لكن على كل، فالزيجة لم تستمر طويلاً وانتهت بالطلاق أيضاً.