زلة لسان أخرى ارتكبها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وهي الثالثة في أقل من أسبوع، والمرة الثانية التي يتحدث فيها عن مسؤول متوفٍّ، بعد أن اختلط عليه الأمر بين المستشار الألماني الذي توفي عام 2017، والمستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
إذ جاءت زلة بايدن البالغ 81 عاماً مساء الأربعاء 7 فبراير/شباط 2024، بعد أيام من قوله إنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران بدلاً من الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، أثناء تطرقه للحديث أيضاً عن قمة مجموعة السبع نفسها التي عقدت في يونيو/حزيران عام 2021.
بايدن غالباً ما يردد القصة نفسها عن القمة التي عُقدت في بريطانيا، لتسليط الضوء على ما يصفها بالمخاوف العالمية لهجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
حيث قال الرئيس الأمريكي وفق تقرير إعلامي: "نظر إلي هيلموت كول من ألمانيا. وقال: ماذا ستقول سيدي الرئيس إذا حملت صحيفة تايمز اللندنية صباح غدٍ وعلمت أن ألف شخص حطموا أبواب البرلمان البريطاني وقتلوا بعض الناس في طريقهم إلى الداخل لمنع رئيس الوزراء من تولي منصبه؟".
بينما كانت أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة هي الزعيمة التي تحضر القمة، أما كول المعروف بأنه مهندس إعادة توحيد ألمانيا بعد الحرب الباردة فقد توفي عام 2017 بعد توليه المستشارية لمدة 16 عاماً بين عامي 1982 و1998.
زلة لسان أخرى ارتكبها الرئيس الأمريكي
يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط حثَّ بايدن في خطاب نواب الحزب الجمهوري في الكونغرس على التصويت بتأييد اتفاق الهجرة والحدود، والتوافق مع الحزب الديمقراطي في تمرير التمويل الذي طلبت الإدارة الأمريكية تخصيصه لأوكرانيا وإسرائيل، إذ طُلب من الرجل البالغ من العمر 81 عاماً الحديث عن آخر تطورات المفاوضات في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.
قال بايدن: "لقد كان هناك رد من (المعارضة)"، ثم تلعثم حتى اقترح أحد المراسلين أن الكلمة التي كان يبحث عنها هي "حماس". فتابعَ بايدن كلامه بالقول: "نعم، أعتذر، (من حماس)"، "ولكن يبدو أن الرد مبالغ فيه قليلاً. ولم نتحقق منه بعد. هناك مفاوضات مستمرة الآن".
في كلمة أخرى ألقاها بايدن أمام حشد من الناس في لاس فيغاس، حذر من مخاطر رئاسة سلفه ترامب الثانية المحتملة، معيداً التذكير بقصة كان رواها مرات عديدة خلال فترة رئاسته، وتحدث عن لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماع مجموعة السبع في إنجلترا، بعد بضعة أشهر من تولي بايدن السلطة في البيت الأبيض.
إذ قال بايدن: "جلست وقلت: لقد عادت أمريكا. ونظر إليّ ميتران من ألمانيا -أعني من فرنسا- وقال…"، في هفوة عن اسم البلد والرئيس سوية. وبدا أن بايدن سرح في أفكاره قبل أن يجمعها لينهي الجملة قائلاً: "حسناً، لكم من الوقت ستعود؟".
يشار إلى أن فرانسوا ميتران كان رئيساً لفرنسا بين عامي 1981 و1995. وتوفي في عام 1996. وأثارت زلات الرئيس الأمريكي المتكررة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
مخاوف الناخبين في أمريكا
من جهة أخرى، قال ناخبون من كلا الحزبين الأمريكيين (الديمقراطي والجمهوري) لمنظمي استطلاعات الرأي إنهم متخوفون من تأثير تقادم عمر بايدن، فالرئيس الأمريكي يبلغ من العمر الآن 81 عاماً، ما يعني أنه سيكون في الرئاسة حتى يبلغ من العمر 86 عاماً إذا أعيد انتخابه وأكمل الخدمة لفترة ولاية ثانية.
كما تظهر استطلاعات الرأي أن 70% من الأمريكيين لا يريدون انتخابات رئاسية أخرى بين بايدن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كما حدث في انتخابات 2020.
مع ذلك، فالأمر لا يقتصر على بايدن، فقد وقع ترامب الذي يبلغ من العمر 77 عاماً كذلك خلال الأسابيع الأخيرة في زلات لفظية واختلاط في الذاكرة.