قال مواطن أمريكي يُدعى إبراهيم حامد إن قوات الجيش الإسرائيلي اختطفت والدته الأمريكية من أصول فلسطينية، من منزل أقرباء لهم في الضفة الغربية المحتلة، مطالباً الرئيس الأمريكي باتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على ذلك، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2023.
حامد الذي يقطن في منطقة نيو أورليانز بولاية لويزيانا، طالب البيت الأبيض بأن يفي بالوعود التي قطعها الرئيس الأمريكي جو بايدن في أحدث خطاباته، والتي قال فيها: "إذا آذيت أمريكياً فسنرد عليك" ونعاقبك على ذلك.
أشار حامد إلى أنه يدرك أن تصريحات بايدن جاءت في سياق الإعلان عن الغارات الأمريكية على أهداف في سوريا والعراق واليمن، والتي تقول الولايات المتحدة إنها تأتي للرد على الغارة التي تعرَّضت لها قاعدة أمريكية في الأردن، وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، لكنه قال إن هذا التعاطف والتعهدات المرتبطة به يجب أن يسريا بالمقدار نفسه إذا طال الأذى أمريكيةً من أصول فلسطينية أسَرَتها القوات الإسرائيلية.
وبحسب الغارديان، تحصل إسرائيل على مساعدات أمنية أمريكية بمليارات الدولارات سنوياً، لافتة إلى أن بايدن يسعى في الوقت الحالي للحصول على موافقة الكونغرس على مساعدات إضافية بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل، وذلك بينما تتواصل الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الخامس.
"متى سيتوقف هذا القمع؟"
في هذا السياق قال حامد مستنكراً: "أَنَدفع أموال ضرائبنا لتمويل من يضطهدوننا؟!"، "فكيف إذاً ومتى سيتوقف هذا القمع؟"
ووفقاً للغارديان فإن تصريحات حامد "المتحمسة" جاءت بعد يوم واحد من تصريحه بأن قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت منزلاً، كانت تمكث فيه والدته سماهر إسماعيل، في بلدة سلواد الفلسطينية المحتلة، واعتقلتها من هناك.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مُعد سلفاً للرد على طلبات التعليق، إنه اعتقل سماهر إسماعيل "بتهمة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي". ولم يوضح البيان تفاصيل الواقعة، لكنه أشار إلى أن سماهر اعتُقلت مع آخرين من سلواد، ونُقلوا بعد ذلك إلى مقرات إسرائيلية "لمزيد من الاستجواب".
وقال مصدر مطلع إن سماهر كانت محتجزة لدى مصلحة السجون الإسرائيلية، يوم الأربعاء 7 فبراير/شباط.
وجاء الاعتقال قبل أقل من يومين من زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، في 7 فبراير/شباط، وخلال جولة بالمنطقة يقول إن الهدف منها هو التوصل إلى هدنة في غزة.
الخارجية الأمريكية تعلق
من جهة أخرى، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة على علم بالتقارير التي تفيد باعتقال مواطنة أمريكية في الضفة الغربية، لكنه رفض الإدلاء بمزيدٍ من التعليقات. وقال المتحدث: "ليس لدى وزارة الخارجية الأمريكية أولوية أهم من سلامة المواطنين الأمريكيين في الخارج وأمنهم"، و"نحن نسعى للحصول على مزيد من المعلومات، ومستعدون لتقديم كل أوجه المساعدة القنصلية اللازمة".
وقال حامد إن جيران عائلته في فلسطين اتصلوا به وأخبروه بأن حشداً من جنود الجيش الإسرائيلي جاءوا في مركبات عسكرية، واعتدوا بالضرب على والدته التي تبلغ من العمر 46 عاماً، واعتقلوها وهي مقيدة اليدين ومعصوبة العينين.
وقال حامد إنه حصل على مقاطع فيديو وصور لمشهد اعتقال والدته، وأفزعَه أن نحو 10 جنود من الجيش الإسرائيلي احتشدوا لاعتقال والدته، التي لا يكاد وزنها يبلغ 50 كيلوغراماً، و"لم أتصور مطلقاً أن يفعلوا ذلك أولاً بامرأة، وثانياً بمواطنة أمريكية".
تُظهر السجلات الحكومية التجارية في لويزيانا أن سماهر إسماعيل تمتلك متجراً صغيراً في نيو أورليانز منذ عام 2003، وقد وُلدت في نيويورك.
وتشير تقديرات المعهد العربي الأمريكي إلى أن نحو 122 ألفاً إلى 220 ألف أمريكي من أصل فلسطيني، يعيشون في الولايات المتحدة.