كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024، عن اجتماع سري جمع قيادات الاحتلال مع مسؤولين من السلطة الفلسطينية، لتنسيق تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة في شهر رمضان، دون أن يتطرق الطرفان إلى "اليوم التالي" في حرب الاحتلال ضد غزة.
وأضافت القناة أن اللقاء السري جمع رئيس "الشاباك" رونان بار ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ومنسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غسان عليان، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في تل أبيب.
وكشف مصدر مطلع أن المسؤولين ناقشوا جهود تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة ومنع التصعيد في شهر رمضان، وبحسب المصدر نفسه فإن اللقاء لم يُنشر عبر الإعلام، على خلفية مهاجمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية بشكل متكرر.
وأكدت القناة الإسرائيلية أن الطرفين لم يناقشا "قضية اليوم التالي بعد انتهاء الحرب على غزة"، حيث لا يعتقد الاحتلال الإسرائيلي أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي يمكن أن تكون طرفاً في إدارة غزة بعد الحرب.
توترات في الضفة الغربية
يأتي هذا في وقت صعَّدت فيه إسرائيل، خلال الأشهر الماضية، من العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتصاعدت التوترات بشكل كبير، فيما استُشهد ما لا يقل عن 507 فلسطينيين في الضفة الغربية في 2023، من بينهم 81 طفلاً على الأقل؛ ما يجعله العام الأكثر دموية للفلسطينيين منذ بدء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تسجيل الإصابات في 2005.
من جهة أخرى، نظم الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، احتجاجات نصرةً لغزة بشكل متكرر. وكانت هذه المظاهرات سلمية في معظمها، ولكن شوهد بعض المحتجين وهم يرشقون الحجارة رداً على وجود القوات الإسرائيلية أو تدخلها باستخدام القوة.
حيث قالت منظمة العفو الدولية: "إنَّ استخدام القوات الإسرائيلية للقوة المميتة، رداً على إلقاء الشباب للحجارة، يتعارض مع الحق في الحياة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والمعايير الدولية التي تنظم استخدام القوة في عمليات حفظ الأمن. لا يمكن استخدام القوة المميتة في إنفاذ القانون إلا عندما يكون هناك تهديد وشيك للحياة، وإن استخدامها ليس استجابة متناسبة مع إلقاء الحجارة".
فيما اتهمت منظمة العفو الدولية الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ "موجة وحشية" من العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقالت في بيان لها، نشرته على موقعها الرسمي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت "عمليات قتل غير مشروعة" خلال حملة الاعتقالات والاعتداءات التي نفذتها.
أوضحت أن ثلاثاً من تلك الحالات التي تبرز العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقعت في أكتوبر/تشرين الأول، وواحدة في نوفمبر/تشرين الثاني، وأسفرت عن استشهاد 20 فلسطينياً بصورة غير مشروعة، من بينهم سبعة أطفال. وأجرى باحثو المنظمة مقابلات عن بُعد مع 12 شخصاً، 10 منهم شهود عيان، بمن فيهم مسعفون وسكان محليون. وتحقق مختبر أدلة الأزمات التابع للمنظمة من 19 مقطع فيديو وأربع صور أثناء فحص هذه الحوادث الأربع.