ألغى مسرح أبولو في العاصمة البريطانية لندن حدثاً بعنوان "الوقوف مع إسرائيل"، في أعقاب حملة شعبية نظَّمها ائتلاف من موظفي المسرح والعاملين في مجال الثقافة، حيث كان يسعى المنظمون لجمع تبرعات لصالح جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي.
موقع Middle East Eye البريطاني قال، في تقرير له الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، إن الحدث الذي نظمته مؤسسة UK charity Technion الخيرية، الذي كان من المقرر إقامته يوم الأحد 4 فبراير/شباط، قد سُحِب من المكان بعد رفض طاقم المسرح العمل عليه.
كان من المقرر أن يرأس حملة جمع التبرعات بول تشارني، الذي عاد مؤخراً من التطوع مع الجيش الإسرائيلي. ووفقاً للمواد الدعائية للحدث، كان الهدف منه هو جمع التبرعات من أجل "المنح الدراسية وغيرها من الدعم المالي للآلاف من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، الذين يستعدون الآن للعودة للدراسة".
حيث دعت منظمة عمال الثقافة ضد الإبادة الجماعية، وهي شبكة من العاملين في مجال الثقافة والنقابيين الذين ينظمون صفوفهم تضامناً مع فلسطين، إلى احتجاج خارج المكان الأحد 4 فبراير/شباط.
على الرغم من أنَّ الحدث اكتنفه الغموض، لكنَّ حملة التضامن مع فلسطين نبهت النشطاء إلى أنه سيُقام في مسرح غير محدد في ضاحية ويست إند يوم الجمعة 2 فبراير/شباط.
إذ قال أحد نشطاء منظمة عمال الثقافة ضد الإبادة الجماعية لموقع ميدل إيست آي البريطاني: "كان علينا إجراء بحث وفحص العروض المسرحية في تلك الليلة".
فيما تمكنوا من التحدث إلى أحد موظفي مسرح أبولو، عبر مجموعة واتساب للعاملين في المسرح، الذي أفاد بأنه طُلِب من موظفي المسرح العمل في حدث خيري.
وفقاً للموظف، اكتشف العمال أنَّ الحدث كان لجمع التبرعات لصالح جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ورفضوا العمل في ذلك المساء. وبحسب الموظف، استُدعِي العمال إلى اجتماعات مع الإدارة وعُرِض عليهم أجر ثلاثي للعمل في هذا الحدث، ومع ذلك، رفضوا.
لم تستجب إدارة المسرح Nimax لمكالمات الناشطين المتكررة التي يتساءلون فيها عن إلغاء الحدث. ووفقاً لأعضاء منظمة عمال الثقافة ضد الإبادة الجماعية واتحاد تصوير الأفلام والترفيه الإذاعي والمسرح في بريطانيا، أفاد موظفو المسرح بأنَّ نوبات عملهم أُلغيَت في النهاية.
رفض جمع تبرعات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي
بينما قال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، لموقع Middle East Eye: "لا ينبغي للمسرح أن يعطي مساحة للأشخاص المتواطئين في الإبادة الجماعية" في إشارة للحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 4 أشهر. وأضاف: "العمال العاديون لا يريدون أن يكونوا في وضع يجعلهم متواطئين من خلال المشاركة".
رداً على سؤال حول إلغاء حفل جمع تبرعات لصالح جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، في مقابلة مع TalkTV، قال دوغلاس موراي، وهو مُعلِق سياسي بريطاني مؤيد لإسرائيل ومعادٍ للإسلام، "إذا كنت مرشداً في مسرح، فقط قم بعملك".
يوم الأحد 4 فبراير/شباط أيضاً، أرسل المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، وهي منظمة مستقلة تضم محامين وسياسيين وأكاديميين، إشعاراً قانونياً إلى Nimax يحذر فيه من إمكانية تحميلهم "المسؤولية الجنائية الشخصية" عن الترويج للإبادة الجماعية.
أضافت اللجنة الدولية للعدالة والتنمية أنَّ دور المسرح في دعم حدث مثل جمع تبرعات لصالح جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، يمكن التحقيق فيه بل ومحاكمته بموجب قانون المملكة المتحدة.
على الرغم من إلغاء استضافة حفل جمع تبرعات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، على مسرح أبولو، ورد أنه أُقيم في مكان آخر غير محدد، حيث كتب المُعلِّق السياسي دوغلاس موراي، الذي شارك بالحدث، على موقع X: "حدث رائع لجمهور كبير في لندن. عار على مسرح أبولو لانحنائه أمام الغوغاء. لكن يهود لندن لن يخافوا، وأنا أيضاً لن أخاف".
فيما قال مدير حملة التضامن مع فلسطين بن جمال: "تتحمل جميع المؤسسات مسؤولية التأكد من عدم تورطها في العمليات التي تدعم انتهاكات حقوق الإنسان".
أضاف بن جمال: "هناك مسؤوليات محددة للغاية تقع على عاتق المؤسسات الثقافية المهمة مثل أبولو.. لذا عندما تتحول مساحة ثقافية مهمة لمساحة دعائية لأشخاص يدعمون الإبادة الجماعية، فهذا يمثل إشكالية كبيرة".