فاز ثلاثة باحثين بينهم مصري، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، بجائزةٍ قدرها 700 ألف دولار لاستخدامهم الذكاء الاصطناعي في قراءة مقاطع المخطوطة التي عمرها 2000 عام، واحترقت في أثناء ثوران بركان جبل فيزوف.
ثوران بركان جبل فيزوف، في القرن الميلادي الأول، تسبب في دفن معظم مدينة "بومبي" بالغبار والركام، وتحويل مئات من لفائف ورق البردي كانت محفوظة في مكتبة كبيرة تضم أكثر من 1800 مخطوطة ولفافة، إلى كتل هشة من الفحم يستحيل قراءتها.
برديات هيركولانيوم تتكون من نحو 800 مخطوطة يونانية ملفوفة تفحمت خلال ثوران بركان عام 79 ميلادية، وتشبه المخطوطات جذوع الرماد المتصلب، وقد تعرضت لأضرار بالغة وحتى تفتَّتت عندما جرت محاولات لفتحها.
جائزة كبرى مقابل قراءة مقاطع المخطوطة
وكبديل، أجرى تحدي فيزوف فحوصات مقطعية عالية الدقة لأربع مخطوطات، وعرض مليون دولار موزعة على جوائز متعددة لتحفيز البحث عنها.
يتكون الثلاثي الفائز بجائزة قراءة مقاطع المخطوطة من يوسف نادر طالب الدكتوراه في برلين، ولوك فاريتور الطالب والمتدرب في SpaceX من نبراسكا، وجوليان شيليجر طالب الروبوتات السويسري.
استخدمت المجموعة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تمييز الحبر عن ورق البردي، وقراءة مقاطع المخطوطة، والتعرف على الحروف اليونانية الباهتة وغير القابلة للقراءة تقريباً من خلال التعرف على الأنماط.
قال روبرت فاولر، عالم الكلاسيكيات ورئيس جمعية هيركولانيوم، لمجلة "بلومبرغ بيزنس ويك": "بعض هذه النصوص يمكن أن تعيد كتابة تاريخ الفترات الرئيسية في العالم القديم بالكامل".
يتطلب التحدي من الباحثين في قراءة مقاطع المخطوطة فك رموز أربعة منها مكونة من 140 حرفاً على الأقل، مع إمكانية استرداد 85% من الأحرف على الأقل، وبهذه الطريقة تم ترميم 5% من اللفافة حتى الآن، مع إمكانية ترميم المزيد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
كان الطلاب الثلاثة فازوا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بجائزةٍ قدرها 50 ألف دولار، بعد كشفهم الكلمة الأولى من اللفافة، وهي اليونانية πορφύραc المخبأة بجوفها، وتعني "صبغة أرجوانية" أو "ملابس أرجوانية".
أما أول من تمكن قراءة مقاطع المخطوطة وفك شيفرة كلمة مقروءة من داخلها، فكان الطالب الأمريكي لوك فاريتور، وعن الكشف فاز بجائزةٍ مقدارها 40 ألف دولار، ثم تبعه الطالب المصري يوسف نادر بعد فترة وجيزة بصورة أكثر وضوحاً وفاز بمبلغ 10 آلاف دولار.
كتب منظم المسابقة نات فريدمان على منصة (إكس)، أن مؤلف اللفافة كان على الأرجح الفيلسوف فيلوديموس، وكان يكتب "عن الموسيقى والطعام وكيفية الاستمتاع بالحياة".
كما تم العثور على المخطوطات في فيلا يُعتقد أنها كانت مملوكة سابقاً لوالد زوجة يوليوس قيصر، والذي كانت ممتلكاته غير المنقّبة في الغالب تحتوي على مكتبة يمكن أن تحتوي على آلاف المخطوطات الأخرى.
تشكل استعادة النصوص القديمة التي لم تُعرض من قبل، إنجازاً كبيراً، وفقاً لبيانات من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، لم يبق سوى ما يقدر بنحو 3 إلى 5% من النصوص اليونانية القديمة.