“وول ستريت”: إسرائيل قدمت خيارين لأمريكا بخصوص مصير “الأونروا”.. والأمم المتحدة تعيّن لجنة لمراجعة عمل الوكالة

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/05 الساعة 22:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/05 الساعة 22:46 بتوقيت غرينتش
المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا"، فيليب لازاريني/الأناضول

قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إسرائيل تضغط سراً على الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل السماح بأن تواصل وكالة الأونروا الاضطلاع بدور رئيسي في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها تريد إصلاح الوكالة أو إلغاءها بعد الحرب، وذلك حسبما نشرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية في تقريرها يوم الإثنين 5 فبراير/شباط 2024.

حيث سافر وفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة قبل أيام؛ لمقابلة كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لمناقشة مستقبل وكالة الأونروا، التي دخلت في أزمة منذ أن زعمت إسرائيل أن ما لا يقل عن 10 أشخاص من موظفيها كان لهم دور في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

الأونروا الاحتلال
المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا"، فيليب لازاريني/الأناضول

إسرائيل تريد استمرار "الأونروا" 

أبلغ الوفد الإسرائيلي، الذي ضم كبار مسؤولي جيش الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولين الأمريكيين ومسؤولي الأمم المتحدة بأنهم يريدون أن تستمر الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية في غزة على المدى القصير، ولكن في الوقت ذاته يريدون ضمان إجراء تحقيق شامل حول أعضاء الوكالة الـ12، الذين تزعم دولة الاحتلال ارتباطهم بعملية طوفان الأقصى. لكنهم قالوا إن إسرائيل تريد بعد الحرب إما أن تخضع الوكالة لإصلاح عميق، وإما أن تُلغى كلياً.

وقال أحد المسؤولين المطلعين على الزيارة: "نريد أن تكون هناك خطة عمل حول كيفية استبدالها. نريد شركاء دوليين من أجل أن يصلحوا الأونروا كلياً، أو أن يأتوا ببديل".

الأونروا
الاحتلال يسعى لإنهاء عمل الأونروا في قطاع غزة بعد الحرب/ الأناضول

فيما قال المسؤولون الأمريكيون إنهم متفقون إجمالاً مع إسرائيل على أن الوكالة تحتاج إلى أن تخضع لإصلاح، وأنه ليس هناك الآن بديل لإيصال المساعدات إلى غزة، وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الجلسات.

استشهاد وجرح 100 ألف في غزة 

في سياق متصل قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن ما يقرب من 100 ألف شخص باتوا بين شهيد وجريح ومفقود في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولفت لازاريني في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس"، الإثنين، إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع تعرضوا للنزوح. وأشار إلى أن 17 ألف طفل في غزة باتوا بلا راع يحميهم أو افترقوا عن أسرهم.

الأونروا غزة
اتهامات بمشاركة موظفين في الأونروا في عملية طوفان الاقصى/ الأناضول

وتابع: "خلال الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر في غزة، قُتل أو جُرح أو فُقد ما يقرب من 100 ألف شخص، وهذا يعادل نحو 5% من عدد السكان، ويمكنك بسهولةٍ إدراك ما يعنيه ذلك في مدينتك أو بلدك".

لجنة لمراجعة عمل الأونروا

في الوقت نفسه عيَّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، مجموعة مستقلة لإجراء مراجعة لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقال غوتيريش في بيان: "بالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عينت مجموعة مستقلة لإجراء مراجعة لعمل الوكالة، تقودها كاثرين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة".

وأضاف أن "المجموعة ستقيم ما إذا كانت الأونروا تفعل كل ما بوسعها لضمان حيادها والاستجابة لادعاءات ارتكاب انتهاكات خطيرة عند حدوثها". وأوضح البيان أن "السيدة كاثرين كولونا ستعمل بالتعاون مع 3 منظمات بحثية في السويد والنرويج والدنمارك".

غوتيريش غزة الاحتلال الأونروا
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش / رويترز

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة في 14 فبراير/شباط 2024، ومن المتوقع أن تقدم تقريراً مؤقتاً إلى غوتيريش بحلول أواخر مارس/آذار 2024، على أن يتبعه تقرير عام نهائي في الشهر التالي، حسب البيان نفسه.

وستقوم لجنة المراجعة بعملها بالتوازي مع التحقيق المستمر الذي يجريه مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة.

ولفت الأمين العام إلى أن تعاون إسرائيل في هذا التحقيق الداخلي "سيكون حاسماً لنجاح التحقيق". وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "الاتهامات الموجهة لعدد من موظفي الأونروا تأتي في وقت تعمل فيه الوكالة، وهي أكبر منظمة أممية في المنطقة، تحت ظروف صعبة للغاية لتقديم المساعدات المنقذة للحياة لمليوني شخص في قطاع غزة، حيث يعتمدون عليها في بقائهم على قيد الحياة".

واختتم غوتيريش بالقول إن "سكان غزة يعيشون إحدى أكبر الأزمات الإنسانية وأكثرها تعقيداً في العالم".

وتأسست "الأونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.

جدير بالذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي  حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الإثنين 27 ألفاً و478 شهيداً و66 ألفاً و835 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

الاحتلال الإسرائيلي بلجيكا السفير الإسرائيلي
جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة/الأناضول
تحميل المزيد