عندما تقع عيناك على جملة "جيش الله" قد يتبادر إلى ذهنك أنها جماعة دينية في الشرق الأوسط أو في إحدى الدول الإسلامية، لكن المفاجأة أن هذه الجماعة هي منظمة دينية ظهرت مؤخراً في ولاية تكساس الأمريكية، ويعتقد أفراد "منظمة جيش الله" أنهم مكلّفون من الله بمهمة حماية أمريكا.
برزت منظمة جيش الله المتطرفة الأمريكية مؤخراً مع تصاعد التوترات على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إذ يواصل مهاجرون غير نظاميين قادمون من المكسيك عبور الحدود مع الولايات المتحدة رغم التدابير الأمنية المشددة بولاية تكساس الأمريكية.
نتيجة لذلك، أعلنت "منظمة جيش الله" في الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني 2023، أنها ستتحرك نحو تكساس بدءاً من فيرجينيا، وستعقد 3 مسيرات في كاليفورنيا، وأريزونا، وتكساس.
منظمة جيش الله لمنع المهاجرين
بينما نشرت مجلة "wired" الأمريكية مقالاً وصفت فيه المجموعة بأنها "قافلة مسلحة"، لترد المجموعة: "نحن لا ندعو إلى حمل السلاح. إنها دعوة للتعامل مع أي شخص يعبر الحدود. نحن هنا للاحتجاج السلمي في ظل حكمنا".
الجماعة لا يُعرف عدد أفرادها بدقة، لكنها تحصي المئات على الأقل، حتى الآن، بحسب وسائل إعلام أمريكية. وتتبنى الجماعة خطاباً دينياً قومياً، ويعتقد أفرادُها أنهم مكلفون من الله بحماية أمريكا.
غالبية أعضاء الجماعة من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن "منظمة جيش الله" تضم أيضاً عناصر من النازيين الجدد، وممن يؤمنون بنظريات المؤامرة والرافضين للقاح كورونا.. وشعارهم هو "لنستعد حدودنا".
خلال الأيام الماضية، بدأ أفراد المجموعة يبعثون بتحذيرات على الإنترنت لإدارة الرئيس جو بايدن، لكن بمجرد التلاسن بين السلطات الفيدرالية مع حاكم ولاية تكساس، الجمهوري، غريغ آبوت، تحولت منطقة "إيغل باس" إلى محور حديث للإعلام.
المدينة يسكنها أكثر من 28 ألف أمريكي وتعد نقطة التوتر الرئيسية بين حاكم تكساس والسلطات الفيدرالية. والسبب أسلاك شائكة منصوبة على الحدود مع المكسيك تسيطر عليها قوات حرس ولاية تكساس وعناصر من "منظمة جيش الله". وضعٌ، حوّل "إيغل باس" وتكساس كلّها إلى ثكنة ومركز عبور، قد ينفجر في أي لحظة.
موقع "Yahoo News" قال إن مئات الأشخاص تجمعوا في شاحنات وعربات مجرورة يوم السبت 3 فبراير/شباط، في جنوب تكساس للاحتجاج ضد ما يقولون إنه "غزو" للمهاجرين وللمطالبة بضوابط جديدة صارمة على الحدود الأمريكية مع المكسيك.
"انضم إلى قتال الله"
كُتبت على جانب إحدى المركبات التي وصلت إلى كويمادو -التي يبلغ عدد سكانها 162 نسمة- عبارة "انضم إلى قتال الله".
تجمعت القافلة في بلدة صغيرة على طول نهر ريو غراندي، الذي يشكل الحدود الطبيعية بين الولايات المتحدة والمكسيك، مع احتدام الجدل مرة أخرى حول كيفية التعامل مع حالات عبور المهاجرين المرتفعة بشكل قياسي.
في كويمادو اجتمع النشطاء المحافظون، بما في ذلك مجموعة تطلق على نفسها اسم "نحن الشعب" -الكلمات الأولى في ديباجة الدستور الأمريكي- للتعبير عن غضبهم بشأن الهجرة، واحتشدوا تحت شعار: "أعيدوا حدودنا".
بينما أطلق أحد منظمي الحدث على المحتشدين هنا لقب "جيش الرب"، في إشارة إلى الدعم المقدس لقضيتهم. وقال روبين فورزانو (43 عاماً) الذي كان يحرس مدخل مزرعة كويمادو؛ حيث كان المتظاهرون يتجمعون: "الهجرة على الحدود خارجة عن السيطرة".
كما قال لوكالة فرانس برس: "إننا نتعرض للغزو، وكما تعلمون، علينا في نهاية المطاف أن نكون قادرين على السيطرة على ما يحدث"، مردداً صدى الزعماء الجمهوريين والنقاد الإعلاميين المحافظين في الأسابيع الأخيرة.
بينما حملت العديد من المركبات القادمة لافتات تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المفضل في انتخابات الخريف المقبل، أو تنتقد خصمه المحتمل، الرئيس الحالي بايدن.
حاكم ولاية تكساس يتوعّد
من جهته، جدد الحاكم الجمهوري لولاية تكساس الأمريكية، غريغ أبوت، عزمه بناء أسلاك شائكة جديدة على الحدود الجنوبية مع المكسيك، ملقياً باللوم على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدم توفير الأمن الحدودي، وفق ما صرح به في مؤتمر صحفي، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، مع 14 حاكماً جمهورياً.
حيث ألقى أبوت في كلمته، عند النقطة الحدودية في مدينة إيغل باس بولاية تكساس، باللوم على الرئيس بايدن في أن واشنطن لم توفر أمن الحدود، مشيراً إلى أن هذا الواجب يقع على عاتقهم (الجمهوريين)، وأنهم سيعملون بشكل مشترك مع الجمهوريين ضد بايدن بشأن أمن الحدود.
كما وعد أبوت ببناء المزيد من الأسلاك الشائكة على الحدود، مضيفاً أنهم سيواصلون اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع المهاجرين غير الشرعيين من عبور الحدود.