قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن الولايات المتحدة بدأت يوم الجمعة 2 فبراير/شباط 2024، تنفيذ ضربات "انتقامية" في العراق وسوريا رداً على هجوم مميت في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة نحو 40 آخرين.
ووفق ما نقلته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، فإن الضربات تستهدف "على الأرجح" مواقع تابعة للميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق. ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي، تأكيده أن الولايات المتحدة بدأت ردها في سوريا على الهجوم الذي وقع في الأردن.
وأكد موقع "الحرة" نقلاً عن مصادر محلية، أن "غارات مجهولة استهدفت قاعدة عين علي ومواقع في الحيدرية والشباب في بادية الميادين، دون ورود معلومات دقيقة عن الخسائر البشرية والمادية".
في حين قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إنه أصدر توجيهات بتنفيذ ضربات عسكرية على منشآت في العراق وسوريا تابعة للفصائل التي هاجمت القوات الأمريكية،
وأشار إلى أن الرد سيستمر.وأضاف بايدن في بيان: "ردنا بدأ اليوم. وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، وتابع: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم. لكن دعوا كل من يسعى لإلحاق الضرر بنا أن يعلم ما يلي: "إذا تسببت في ضرر للأمريكيين فسوف نردُّ".
مقتل 6 من الميليشيات الإيرانية في سوريا
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف أدى إلى مقتل وإصابة 10 من عناصر الميليشيات الإيرانية بضربات جوية بريف دير الزور.
جاء في بيان للمرصد: "قُتل 6 من الميليشيات الإيرانية بينهم 3 على الأقل، من جنسيات غير سورية، كما أصيب 4 آخرون، نتيجة غارات على منطقة الحيدرية ببادية الميادين في شرق سوريا".
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إنها "ضربات يرجّح أن تكون أمريكية". وقال المرصد إن "قصفاً جوياً مجهولاً يستهدف مناطق الحيدرية والشبلي ومحيط قاعدة عين علي في الميادين بريف دير الزور شرق سوريا".
في سياق متصل قال مسؤولون لوكالة أسوشيتيد برس إن الجيش الأمريكي شن هجوماً جوياً على عشرات المواقع في العراق وسوريا والتي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران يوم الجمعة، في بداية "الرد الانتقامي" على غارة الطائرات بدون طيار التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن.
وكان الرئيس جو بايدن وغيره من كبار القادة الأمريكيين قد حذروا لعدة أيام من أن الولايات المتحدة سترد على الميليشيات، وأوضحوا أن ذلك لن يكون مجرد ضربة واحدة، ولكنه سيكون "رداً متدرجاً" بمرور الوقت.
وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم؛ لمناقشة العمليات العسكرية التي لم يتم الإعلان عنها بعد.
وكانت الضربات الأولية التي نفذتها الطائرات المأهولة وغير المأهولة أصابت مقر القيادة والسيطرة ومخزن الذخيرة وغيرها من المرافق، وجاءت بعد ساعات فقط من انضمام بايدن وكبار قادة الدفاع إلى العائلات الحزينة لمشاهدة إعادة رفات جنود الاحتياط الثلاثة بالجيش إلى الولايات المتحدة خلال حفل حزين في قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير.
بايدن يستقبل رفات جنود أمريكيين قـتلوا بالأردن
حيث حضر الرئيس جو بايدن مراسم وصول رفات ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في هجوم بطائرة مسيرة إيرانية الصنع في الأردن، إلى الولايات المتحدة، الجمعة.
وجنود الاحتياط الثلاثة الذين قتلوا قبل أيام، من ولاية جورجيا، وهم: الرقيب ويليام جيروم ريفرز (46 عاماً)، والمجندة كينيدي لادون ساندرز (24 عاماً)، والجندية بريونا أليكسسوندريا موفيت (23 عاماً).
وانضم بايدن إلى عائلات القتلى في قاعدة دوفر الجوية بولاية ديلاوير، وبعد اجتماعه مع أفراد الأسرة على انفراد، وضع الرئيس يده على قلبه في أثناء إخراج التوابيت الملفوفة بالعلم الأمريكي من الطائرة واحداً تلو آخر. وقدم الرئيس تعازيه لأسر الضحايا في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء.
اقترب بايدن الذي كان يرتدي معطفاً طويلاً داكناً والحزن يغمر وجهه، وأحنى رأسه في أثناء الصلاة على القتلى. وانضمت السيدة الأولى جيل بايدن إلى الرئيس ووزير الدفاع لويد أوستن والجنرال تشارلز براون رئيس هيئة الأركان المشتركة.
مقتل جنود أمريكيين في الأردن
قدم والدا المجندة ساندرز مقطع فيديو لمكالمة بايدن إلى وسائل الإعلام المحلية. وقال بايدن وهو يتحدث عن وفاة زوجته الأولى وابنته الرضيعة وابنه بو: "أعلم أنه لا يوجد شيء يمكن لأي شخص أن يقوله أو يفعله لتخفيف الألم، عشت ذلك".
كما أدى الهجوم بطائرة مسيرة الذي شنه مسلحون مدعومون من إيران على القاعدة الأمريكية في الأردن، والمعروفة باسم البرج 22، إلى إصابة أكثر من 40 شخصاً. وأثار الهجوم مخاوف من نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط نتيجة الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال بايدن يوم الثلاثاء، إنه اتخذ قراره بشأن كيفية الرد. وكانت التوقعات تشير إلى شن ضربات انتقامية، لكن توقيت الرد ليس واضحاً.
وتوجيه ضربة على أراضي إيران نفسها أمر غير محتمل فيما يبدو، بعد أن قال البيت الأبيض إن بايدن لا يريد حرباً مع طهران. وقال أربعة مسؤولين أمريكيين لـ"رويترز"، إن التقييمات تشير إلى أن الطائرة المسيرة المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع.