صوّت مجلس مدينة شيكاغو الأمريكية، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024، على قرار يدعو إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار في حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، وسط تزايد دعوات المدن الأمريكية لوقف الحرب المتواصلة منذ أشهر، والتي أوقعت عشرات آلاف الضحايا من المدنيين والأطفال والنساء.
وبعد ساعات من النقاش، حسم عمدة المدينة براندون جونسون التصويت بعد أن وافق 23 عضواً على القرار مقابل رفض 23 آخرين، وبعد تصويت جونسون بالموافقة أصبح عدد الموافقين 24 ليتم تمرير القرار.
ويدعو القرار، الذي رعته عضوة المجلس، دانييل لاسباتا، الكونغرس والرئيس جو بايدن إلى "تسهيل السلام الدائم في غزة بدءاً بوقف دائم لإطلاق النار".
فيما قال الرئيس الوطني لشبكة الجالية الفلسطينية الأمريكية (USPCN)، حاتم أبو دية، في بيان تعليقاً على التصويت: "الآن نمضي قدماً لاستخدام هذا النصر كمصدر إلهام لمواصلة مطالبة جو بايدن بالتوقف عن دعم الإبادة الجماعية ضد شعبنا".
BREAKING: After months of protest, Chicago becomes the largest city in the country to call for a ceasefire after passing a city council resolution.
— BreakThrough News (@BTnewsroom) January 31, 2024
City council voted 23-23 on the resolution and mayor Brandon Johnson broke the tie in favor of ceasefire. pic.twitter.com/RKRTHQV0MC
تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة
وفي وقت سابق، أظهر تحليل أجرته وكالة رويترز لبيانات المدن أن نحو 70 مدينة أمريكية أصدرت قرارات بشأن الحرب في غزة معظمها يدعو إلى وقف إطلاق النار هناك؛ مما زاد الضغط على الرئيس جو بايدن قبل الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني ليساعد في إنهاء القتال الدائر.
وأصدرت 47 مدينة على الأقل قرارات رمزية تدعو إلى وقف حرب الاحتلال ضد غزة، في حين أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو على نطاق أوسع إلى السلام.
وصدرت معظم قرارات وقف إطلاق النار عن ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا، على الرغم من أن 14 قراراً على الأقل جاؤوا من ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، التي قد تكون ذات صوت حاسم في محاولة بايدن للبقاء في البيت الأبيض أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
فيما رفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يدعمه غالبية الشعب الأمريكي، قائلين إن وقف حرب الاحتلال الإسرائيلي من شأنه أن يدعم حماس، على حد قوله. ويقول منتقدو قرارات مجالس المدن إنها ليس لها تأثير ملموس على السياسة الوطنية وتشتت الانتباه عن القضايا الداخلية.
وقالت غابرييلا سانتياغو روميرو، عضو مجلس ديترويت الذي صوت لصالح تمرير قرار وقف إطلاق النار في أكبر مدينة في ميشيغان في نوفمبر /تشرين الثاني، إن ذلك يعكس الإحباط، خاصة من قبل المسؤولين الشبان، تجاه بايدن وغيره من قادة الحزب الديمقراطي.
إذ قالت سانتياغو روميرو: "نريد قيادة مستعدة للاستماع إلينا"، وأضافت أنه يتعين على الديمقراطيين "الاستماع إلى الشبان والاستثمار في التنوع وفي الأشخاص الذين تحركهم القيم ويستمعون بالفعل إلى ناخبيهم".
ورداً على طلب للتعليق، أشار البيت الأبيض، الذي قال إنه يضغط على الاحتلال لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.
انخفاض دعم بايدن بسبب حرب غزة
وجمعت رويترز بيانات من 70 مدينة أصدرت قرارات أو إعلانات بشأن إسرائيل وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وجاءت القرارات من المدن الكبرى مثل سان فرانسيسكو، ومن أخرى أصغر مثل كاربورو بولاية نورث كارولاينا ومسقط رأس بايدن في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.
والعديد من دعوات وقف إطلاق النار صيغت على غرار قرار كوري بوش عضو الكونغرس عن ولاية ميزوري "وقف إطلاق النار الآن"، والذي يحث أيضاً على إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات لغزة، حيث أدى قصف الاحتلال إلى استشهاد أكثر من 26600 فلسطيني.
وخرجت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار من ميشيغان، حيث يمثل العرب الأمريكيون 5% من الأصوات وكان هامش فوز بايدن في انتخابات 2020 على ترامب أقل من 3%.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في أكتوبر/تشرين الأول أن دعم بايدن بين الأمريكيين العرب انخفض إلى 17% من 59% في عام 2020.
وقال دوجلاس ويلسون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي في ولاية نورث كارولينا المتأرجحة: "هذه (الحرب) ستكون في أذهان الناخبين"، وقال ويلسون: "ستكون مشكلة هنا وفي جميع الولايات المتأرجحة بسبب السكان المسلمين في هذه الولايات والسكان اليهود في هذه الولايات والسكان السود وأصحاب البشرة السمراء في هذه الولايات".
وحذر المحللون من أنه على الرغم من أن الكثير قد يتغير قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن الإحباط المحلي من بايدن قد يضر به في صناديق الاقتراع من خلال تراجع الإقبال.
وقالت نادية براون، أستاذة العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون، إن العديد من النشطاء الديمقراطيين "لا يرون التصويت أو القيام بأشياء على المستوى الوطني كوسيلة للحصول مطالبهم"، وأضافت براون: "وإذا لم يروا ذلك الآن، فهل سيرون ذلك في نوفمبر؟ لا أعتقد ذلك".
يأتي هذا في وقت يشن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً ضد غزة، خلفت حتى الأربعاء "26 ألفاً و900 شهيد و65 ألفاً و949 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.