قال وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني 2024، إن تل أبيب جاهزة لحرب في الشمال "ستكون مدمرة" لـ"حزب الله" ولبنان، وذلك خلال اجتماع عسكري في مدينة حيفا (شمال) لتقييم الوضع حول جاهزية الجبهة الداخلية في إسرائيل حال اندلاع حرب مع "حزب الله" اللبناني، وفق منشور لغالانت على منصة "إكس".
وزير الدفاع الإسرائيلي قال: "نحن جاهزون ومستعدون للحرب وستأتي المرحلة التي سينفد فيها صبرنا وسيكون علينا التحرك بقوة لفرض الهدوء على الحدود الشمالية، من أجل تغيير الوضع الأمني وأمن مواطني إسرائيل".
وأضاف: "مثل هذا الوضع سيكون معقداً بالنسبة لإسرائيل، ولكنه مدمر بالنسبة لحزب الله ولبنان".
"سنتحرك قريباً"
من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن غالانت قوله إن "إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية (مع لبنان) تستنفد نفسها، ونتيجة لذلك قد ينتهي بنا الأمر إلى عمل قوي، قد تصل تداعياته في نهاية المطاف إلى منطقة حيفا (شمال) أيضاً، وعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار".
في تصريح سابق، أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "سيتحرّك قريباً جداً" في الشمال عند الحدود مع لبنان؛ حيث تتبادل قواته القصف يومياً مع حزب الله.
وأبلغ وزير الاحتلال الإسرائيلي الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال غالانت: "سيتحرّكون قريباً جداً.. إذاً ستُعزَّز القوات في الشمال"، مشيراً إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعداداً لهذه العمليات المستقبلية.
غارات إسرائيلية على لبنان
في سياق متصل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، إن طائرات حربية تابعة له "شنت غارة على مقر عمليات ونقطة مراقبة تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في منطقة الخيام"، في جنوب لبنان.
وأضاف في بيان نشره على حسابه بمنصة "إكس": "قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي خلال النهار أيضاً نقطة مراقبة ومبنى عسكرياً للتنظيم في مناطق قريتي عيتا الشعب ومحيبيب".
وقال إنه رصد في وقت سابق الثلاثاء "صاروخاً اجتاز الأراضي اللبنانية وسقط في منطقة مفتوحة قرب عرب العرامشة (بالجليل الأعلى)، دون وقوع إصابات".
وحتى الساعة 18:00 (ت.غ)، لم يصدر تعليق من لبنان أو "حزب الله" على تصريحات غالانت، لكن الحزب قال في وقت سابق الثلاثاء في بيان، إن مقاتليه "استهدفوا محيط موقع حدب يارين (قبالة بلدة يارين اللبنانية) بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة".
تصعيد غير مسبوق
الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، شهدت الحدود الجنوبية اللبنانية، "تصعيداً غير مسبوق" بين إسرائيل وحزب الله، إثر استخدام الحزب اللبناني عدداً كبيراً من الصواريخ الثقيلة في استهداف مواقع إسرائيلية، وذلك لأول مرة منذ بدء المواجهات الحدودية بين الطرفين في 8 أكتوبر/تشرين الماضي.
حزب الله كان قد أعلن في بيان أن "عناصره استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين خلف موقع جل العلام بصاروخ فلق، وأصابوه إصابة مباشرة".
وقال في بيان آخر إن قواته "استهدفت موقع المطلة (الإسرائيلي) بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، فيما أصابوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات (الإسرائيلية) بالأسلحة الصاروخية".
كما أضاف أن عناصر الحزب "قصفوا ثكنة برانيت، وموقع حدب يارين وموقع بركة ريشا بصواريخ بركان، وأصابوها إصابة مباشرة".
في بيان لاحق مساء الإثنين، قال "حزب الله"، إن مقاتليه استهدفوا "انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط نقطة الجرداح بصواريخ بركان وأصابوه إصابة مباشرة".
وفي بيان آخر، أضاف "حزب الله" أن عناصره "قصفوا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة".
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بـ"تعرض منطقة الضهور في بلدة كفركلا جنوب لبنان لقصف إسرائيلي بالقذائف الفوسفورية".
كما أوضحت أن إسرائيل "استهدفت بالقصف المدفعي أطراف بلدات مروحين، وعيتا الشعب، والضهيرة، وعلما الشعب في القطاع الغربي ومحيط بلدة رميش في القطاع الأوسط جنوب لبنان".
وعلى وقع حرب مدمّرة على قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، توتراً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الإثنين 26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، حسب الأمم المتحدة.