قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الإثنين، إن "بريطانيا وحلفاءها يدرسون الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من مبادرات دبلوماسية، تهدف إلى تحقيق تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طويل الأمد"، بحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
ودعا المسؤول البريطاني إلى تشجيع منح الفلسطينيين أفقاً سياسياً لتشجيع السلام في الشرق الأوسط، مشدداً على الحاجة إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، والأهم من ذلك توفير أفق سياسي واضح للشعب الفلسطيني"، على حد قوله.
وفي حديثه خلال حفل استقبال للسفراء العرب، شدَّد كاميرون على أهمية أن "يظهر للفلسطينيين أن هناك التزاماً بتحقيق تقدم لا رجعة فيه، يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية"، وقال كاميرون: "لدينا مسؤولية هناك لأننا يجب أن نبدأ في تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية، وما ستتضمنه، وكيف ستعمل". وأضاف: "بينما يحدث ذلك فإننا سننظر مع حلفائنا في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وقد يكون هذا أحد الأشياء التي تساعد على جعل هذه العملية لا رجعة فيها".
خطة بريطانيا لإنهاء الحرب في غزة
يأتي هذا في وقت اقترحت فيه المملكة البريطانية خطة من 5 بنود لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، في الوقت الذي يدفع فيه الحلفاء الغربيون الذين يدعمون الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية تحدد الطريق لإقامة دولة فلسطينية، بحسب صحيفة فايننشيال تايمز.
وتدعو الخطة، التي ناقشها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال جولة في المنطقة هذا الأسبوع، إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
إلى ذلك نقلت فايننشيال تايمز عن مسؤول بريطاني كبير أن "ذلك سيُستخدم لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجَزين في غزة، والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار".
وهذا الاقتراح هو واحد من عدة مبادرات تناقشها الدول الغربية والعربية مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء هجومها على غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 26 ألف شخص، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين.
وتعتقد المملكة المتحدة أن خطتها مكملة لمبادرات أخرى، وقد أثارتها مع حكومات الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية.
إذ قال كاميرون: "أعتقد أن هناك إجماعاً متزايداً في المجتمع الدولي على أن صفقة الأسرى والوقف المؤقت هما المفتاحان لفتح فرصة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وتابع المسؤول البريطاني: "يجب أن يكون لديك أفق سياسي أكثر وضوحاً للدولة الفلسطينية: حكومة فلسطينية جديدة للضفة الغربية وقطاع غزة، ويجب ألا تتمكن حماس أبداً مرة أخرى من مهاجمة إسرائيل".
وتقوم قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، بالوساطة بالفعل بين إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق يؤدي إلى توقف الحرب لمدة شهر، تقوم حماس خلاله بإطلاق سراح الأسرى الـ136 المتبقين. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين، وتسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
لكن المحادثات تعثرت بسبب رفض إسرائيل طلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار في نهاية أي ترتيب، الأمر الذي يسعى الوسطاء إلى تحقيقه أيضاً، حسب ما قال أشخاص مطلعون على المفاوضات لفايننشيال تايمز.
ومن المتوقع أن يجري رئيسا وكالة المخابرات المركزية والموساد محادثات مع رئيس الوزراء القطري، السبت، في باريس لكسر الجمود.
وبشكل منفصل، تعمل الدول العربية على مبادرة تدعمها الولايات المتحدة لتأمين وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن كجزء من خطة أوسع يمكن أن تعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إنشاء دولة فلسطينية.