كشف صحيفة Maariv الإسرائيلية، في تقرير لها الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، عن تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحماس ووقف الحرب، بعد يوم من انتهاء قمة باريس، مشيرة إلى أن إسرائيل تضغط على ما يبدو من أجل التوصل إلى صفقة إنسانية محدودة أولاً؛ على أمل أن يؤدي ذلك إلى مفاوضات حول صفقة أكبر.
وقالت الصحيفة إنه سيُعقَد مساء الإثنين، اجتماعٌ لمجلس الوزراء الحربي للاحتلال للحصول على تحديث حول تفاصيل المحادثات في باريس.
بحسب التقرير، فإنَّ إسرائيل مهتمة في هذه الصفقة بضم النساء والرجال فوق سن معينة والرجال المرضى. ومن المهم الآن تأكيد أنَّ حماس لم توافق بعد على أي اتفاق، بل هو مجرد مسار اتُّفِق عليه للمضي قدماً وصياغة صفقة نهائية.
رغم أنه لا يزال هناك كثير من الخلاف بين الطرفين، فإنَّ صحيفة The New York Times ذكرت الليلة الماضية، أنَّ هناك مناخاً سائداً من التفاؤل وصار الاتفاق قريباً. وتحدث الرئيس بايدن هاتفياً يوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني، مع زعيمي مصر وقطر، اللذين يضطلعان بدور الوسيط في المفاوضات بين إسرائيل وحماس؛ لتضييق الخلافات المتبقية بين الطرفين.
وفقاً للتقرير، من المتوقع أن يصل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، إلى باريس؛ لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والقطريين. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يرسل بايدن كبير مستشاريه، بريت ماكغورك، الذي عاد لتوه إلى واشنطن، إلى المنطقة للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
نتنياهو ينفي التوصل لأي اتفاق
في وقت سابقٍ الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2024، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما تردد بشأن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، وقال إن الحديث يدور عن تقارير "تتضمن شروطاً غير مقبولة لدى إسرائيل"، وذلك في بيان مقتضب لمكتب نتنياهو، نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، بعد تداول مواقع عبرية أنباء عن قرب التوصل لاتفاق هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال البيان: "ما ورد حول الصفقة غير صحيح، ويتضمن شروطاً غير مقبولة لدى إسرائيل، وسنواصل (الحرب) حتى النصر المطلق".
في وقت سابقٍ الاثنين، قالت القناة "13" الخاصة، إن إسرائيل "وافقت على صفقة إنسانية تشمل إطلاق سراح النساء والمسنين، وكذلك الجرحى المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، دون أن تشمل الجنود والمحتجزين الشباب".
كما أضافت أن إسرائيل وفي إطار الصفقة نفسها، ستضطر إلى إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين لديها، ومن ضمنهم أسرى أدانتهم تل أبيب بقتل إسرائيليين.
كما ستوافق إسرائيل على وقف مؤقت للقتال لفترة تمتد لشهرين أو أكثر، دون الالتزام بإنهاء الحرب، بحسب المصدر ذاته.
وحتى الساعة الـ17:00 (ت.غ)، لم تعلق "حماس" على ما ورد في بيان مكتب نتنياهو أو القناة الإسرائيلية.
أهالي المحتجزين غاضبون
السبت 27 يناير/كانون الثاني 2024، تظاهر آلاف الإسرائيليين، في عدة مدن للمطالبة بإقالة حكومتهم، بالتزامن مع تظاهر أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة)، إن "آلاف الإسرائيليين تظاهروا في مدينة حيفا (شمال)، عند تقاطع حوريف ضد الحكومة (الإسرائيلية) والمطالبة بإجراء الانتخابات فورا".
كما أوضحت الصحيفة أن "المسيرة انطلقت من منطقة الكرمل بمدينة حيفا إلى مركز التظاهرة عند تقاطع حوريف".
وطالب المتظاهرون بإقالة نتنياهو وإجراء الانتخابات فوراً، وفق "يديعوت أحرونوت".
ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتى المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وعدم التوصل لأي مسار يضمن عودتهم أحياء إلى إسرائيل.
وفي سياق آخر، تظاهر العشرات من أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، أمام منزل نتنياهو بمدينة قيسارية (شمال)؛ للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه و"للأسبوع الثاني على التوالي يتظاهر أهالي الأسرى بغزة، أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية".
والأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إنّ المباحثات التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، للتباحث بشأن الهدنة المؤقتة، انتهت، وهناك تقدم بمفاوضات تبادل الأسرى بين تل أبيب و"حماس".
وعن المباحثات ذاتها، أصدر مكتب نتنياهو بياناً لاحقاً قال فيه إن "الاجتماع كان بنّاء، ولكن لا تزال هناك فجوات كبيرة، سيواصل الطرفان مناقشتها هذا الأسبوع في اجتماعات متبادلة إضافية".
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، توصلت "حماس" وإسرائيل إلى هدنة استمرت لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وجرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيراً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الإثنين "26 ألفاً و637 شهيداً و65 ألفاً و387 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.