يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطاً متنامية للدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، بعد أن قتلت جماعات مدعومة منها 3 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بمسيرة في الأردن، مساء الأحد 28 يناير/كانون الثاني.
ونقلت وكالة Bloomberg الأمريكية عن شخص مطلع على الموقف الأمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشته مباحثات خاصة، أنه من الواضح أن الضربة، التي أسفرت أيضاً عن إصابة 34 شخصاً على الأقل، ستدفع الولايات المتحدة إلى الإتيان برد أقوى من كل ردودها في الأسابيع التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
احتمالات الرد
وأحد الاحتمالات تنفيذ عملية سرية تضرب الولايات المتحدة خلالها إيران دون أن تعلن مسؤوليتها عن الضربة، لكنها تبعث برسالة واضحة، وفقاً للوكالة، لافتة إلى أنه يمكن أن تستهدف إدارة بايدن أيضاً مسؤولين إيرانيين، مثلما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب حين أمر بقتل الجنرال قاسم سليماني في بغداد عام 2020.
الوكالة أوضحت أن هذا الهجوم سيفرض على بايدن قراراً سيكون من أهم القرارات في فترة رئاسته؛ لأنه يرغب في معاقبة منفذي الهجوم وردع إيران عن أفعالها في المنطقة. لكن القيام بهذا قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع القيادة في طهران، التي قويت شوكتها في المنطقة منذ هجوم حماس، وشنت هجمات في العراق وباكستان.
الاضطرابات الاقتصادية
ووفقاً للوكالة فإنه على بايدن أيضاً أن يراعي احتمال تفاقم الاضطرابات الاقتصادية في الوقت الذي تواجه فيه الولاياتُ المتحدة الحوثيين -وهم جماعة أخرى تدعمها إيران- الذين سببوا اضطرابات في الشحن العالمي باستهدافهم السفن التجارية في البحر الأحمر، الذي تمر منه 12% من التجارة العالمية.
ويهدد أي تصعيد أيضاً بإحباط الجهود الأمريكية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي قد يساعد في وقف الصراع بينهما في غزة، وتهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
ضغوط داخلية
وتتنامى الضغوط الداخلية على بايدن بالفعل لاتخاذ إجراء مباشر ضد إيران، حيث حمّل الجمهوريون في الكونغرس بايدن مسؤولية ما وصفوه بالردود الخجولة على تصرفات وكلاء إيران حتى الآن.
من جهته، قال السيناتور روجر ويكر، العضو الجمهوري القيادي في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان: "ردود إدارة بايدن حتى الآن لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الهجمات. لقد حان وقت التحرك بسرعة وحسم على مرأى من العالم أجمع".
وفي كل الأحوال، يرى المحللون أن الولايات المتحدة على وشك الانجرار إلى صراع إقليمي. إذ شنت الولايات المتحدة عشرات الهجمات على وكلاء إيران في العراق وسوريا، وشنت مجموعة من الهجمات على الحوثيين في اليمن أيضاً، ولم ينجح أي منها حتى الآن. وفي الواقع، يرى الجمهوريون، مثل ويكر، أنها لم تؤدِّ إلا إلى إكساب إيران مزيداً من الجرأة.
من ناحيته قال دينيس روس، الذي شغل منصب مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط في عهد الرئيس بيل كلينتون، وهو الآن باحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "علينا التفكير أكثر فيما نفعله حتى يفهم الإيرانيون أن ثمة خطورة فيما يفعلونه، خطورة لا يمكنهم تحديها". وأضاف: "إذا ظلت طبيعة ردنا كما هي، فالرسالة التي نبعث بها أن بإمكانهم الاستمرار فيما يفعلونه دون أن يكلفهم ذلك شيئاً".