يحدث هبوط الرحم عندما تضعف العضلات والأربطة الداعمة للرحم، ما يتسبب في نزول الرحم إلى القناة المهبلية أو بروزه خارج الجسم. هذه الحالة أكثر شيوعاً عند النساء الأكبر سناً، خاصة اللاتي مررن بحالات ولادة متعددة أو مررن بفترة انقطاع الطمث.
بسبب ظاهرة نزول الرحم، تواجه النساء تحديات خلال علاقاتهن الزوجية، حيث يمكن أن يتسبب هذا الوضع في آلام حادة أو شعور بالارتخاء، ما يؤدي إلى إزعاج الشريكين.
فما هي أعراض هبوط الرحم؟ وما التمارين التي ينصح بها لعلاجه؟ وما علاج نزول الرحم؟ وهل هناك مخاطر لهبوط الرحم؟
أعراض هبوط الرحم
توجد عدة أسباب لظاهرة هبوط الرحم؛ حيث يمكن أن يكون ناتجاً عن عوامل وراثية؛ العمر، البدانة، أو التعرض لعمليات ولادة متعددة، وفقاً لتقرير المعهد الألماني لجودة الرعاية الصحية.
ويوضح المعهد أن أعراض نزول الرحم تشتمل على الشعور بوجود جسم غريب في الجزء السفلي من الجسم، وزيادة في عدد مرات التبول، وآلام في منطقة الظهر.
عندما نتحدث عن نزول الرحم، نجد أن هناك تشابهاً كبيراً في الأعراض بين البنات والنساء. إلا أن هناك فارقاً يمكن أن يكون ملحوظاً في الشعور بالألم خلال ممارسة الجنس، وهو إحدى العلامات التي تميز بين الحالتين. يمكن أن تتضمن علامات هبوط الرحم ما يلي:
- النزيف المهبلي: قد يحدث نزيف مهبلي خلال فترة هبوط الرحم.
- زيادة الإفرازات المهبلية: تغيرات في الإفرازات المهبلية قد تكون من بين العلامات.
- الإحساس بخروج شيء من المهبل: الشعور بشيء يخرج من المهبل يمكن أن يكون إشارة لنزول الرحم.
- الشعور بالضغط أو الثقل في منطقة الحوض: يصفه العديد من النساء بالإحساس بالجلوس على كرة، وهو عرض شائع لهبوط الرحم.
- الإمساك أو صعوبة التبول: يمكن أن يصاحب هبوط الرحم مشاكل في الأمعاء والتبول.
- سلس البول أو احتباسه: مشاكل في السيطرة على البول قد تكون مرتبطة بالهبوط.
- التهابات المثانة المتكررة: قد تكون هناك تأثيرات على صحة المثانة.
- ألم خلال ممارسة الجنس: يمكن أن يسبب نزول الرحم ألماً أثناء الجماع.
- ألم في منطقة أسفل الظهر: عرض آخر قد يرتبط بنزول الرحم.
- عدم الارتياح خلال المشي: قد يشعر البعض بعدم الارتياح أثناء المشي.
أسباب نزول الرحم
هناك عدة أسباب متنوعة قد تؤدي إلى هبوط الرحم، وتشمل ما يلي:
- تقدم السن: يحدث ارتخاء العضلات بعد انقطاع الطمث، ما يزيد من احتمالية حدوث هبوط الرحم.
- الإمساك المزمن: قد يساهم الإمساك المزمن في زيادة الضغط على منطقة الحوض ويؤدي إلى نزول الرحم.
- الحمل: خاصة في حالة الحمل بتوأمين أو وجود طفل ذي وزن كبير، قد يحدث هبوط في الرحم.
- التمزق والضغط أثناء الولادة: عملية الولادة قد تتسبب في تمزق الأنسجة والضغط، ما يؤدي إلى هبوط الرحم.
- نقص هرمون الإستروجين: انخفاض هرمون الإستروجين يمكن أن يؤثر على قوة العضلات ويزيد من احتمالية نزول الرحم.
- السمنة والوزن الزائد: زيادة الوزن والسمنة قد تزيد من الضغط على منطقة الحوض وتسهم في نزول الرحم.
- أورام الرحم: وجود أورام في الرحم يمكن أن يؤثر على هيكله ويسهم في هبوطه.
- أسباب خلقية: في بعض الحالات، يمكن أن يكون هبوط الرحم ناتجاً عن أسباب خلقية.
تشخيص هبوط الرحم
تشخيص هبوط الرحم يتم عادةً من خلال فحص الحوض من قِبل الطبيب. يتم ذلك عندما تكون المرأة في وضع الولادة الطبيعية. خلال هذا الفحص، يمكن للطبيب رؤية هبوط عنق الرحم أو الرحم نفسه من خلال فتحة المهبل.
يتيح هذا الفحص للطبيب تقييم درجة هبوط الرحم والتحقق من وجود أي تغييرات في هيكل المنطقة الحوضية. كما يمكن أن يظهر الفحص هبوط المثانة أو المستقيم المصاحب له أحياناً.
من الضروري أن يتم هذا الفحص بعناية لضمان التشخيص الدقيق، وقد يتطلب ذلك التعاون الكامل من جانب المرأة والتحدث بوضوح حول الأعراض التي قد تواجهها.
من بين المضاعفات الناجمة عن نزول الرحم نجد:
- تقرحات والتهابات في عنق الرحم وجدار المهبل:
- في حالات هبوط الرحم الشديد، قد يحدث تهيج وتقرحات في عنق الرحم وجدار المهبل.
- قد تتطور هذه التقرحات إلى التهابات خطيرة تتطلب رعاية طبية فورية.
- التهابات المسالك البولية:
- نزول الرحم قد يسبب هبوط المثانة، ما يزيد من احتمالية حدوث التهابات في المسالك البولية.
- يمكن أن يحدث التهاب في المثانة أو الحالب بسبب عدم قدرة المثانة على التفريغ بشكل كامل.
- الإمساك وظهور البواسير:
- هبوط المستقيم الذي قد يرافق هبوط الرحم يمكن أن يسبب مشاكل مع الإمساك.
- يمكن أن يزيد الضغط على المستقيم من احتمالية ظهور البواسير.
تلك المضاعفات تظهر في حالات هبوط الرحم الشديد وتتطلب تقييماً طبياً دقيقاً وعلاجاً فعالاً. يجب على المرأة البحث عن المساعدة الطبية إذا كانت تلاحظ أي أعراض غير طبيعية أو تغيرات في حالتها الصحية.
علاج هبوط الرحم
هناك عدة طرق تساعد في علاج نزول الرحم الذي تعاني منه العديد من النساء في مختلف أنحاء العالم وخاصة كبار السن منهن، من بين الوسائل التي يمكن أن تعالجه نجد:
1. علاج نزول الرحم بالتمارين الرياضية:
- تمارين كيجل: تساعد في تقوية العضلات الواقعة في المنطقة السفلية من الحوض، مما يساهم في علاج هبوط الرحم بعد الولادة.
- تدليك عضلات الحوض والعلاج الفيزيائي: يقدم مختصون جلسات تدليك وعلاج فيزيائي لتعزيز تحسين حالة العضلات والأنسجة.
2. علاج نزول الرحم بالأعشاب:
- يمكن استخدام بعض الأعشاب والمواد الطبيعية للمساهمة في رفع الرحم، مثل السفرجل، والشبة، والبلوط، وإكليل الجبل، والأرطة، واللافندر، والعسل.
3. علاج نزول الرحم بالهرمونات:
- يمكن أخذ هرمون الإستروجين لتقوية عضلات المهبل بعد سن اليأس.
- الهرمونات الصناعية يمكن أن تُستخدم لرفع مستوى هرمون الإستروجين.
4. طرق أخرى لعلاج نزول الرحم:
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة: يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على منطقة الحوض.
علاج السعال المزمن وتحسين الإمساك: يساهم في تخفيف الضغط في البطن.
- خسارة الوزن: لتقليل الضغط على منطقة الحوض.
- استخدام أجهزة خاصة: يمكن تركيب أجهزة مناسبة لدعم الرحم واستقراره.
5. الجراحة:
- في حالات الخلل الشديد، يمكن اللجوء إلى الجراحة، مثل استئصال الرحم أو تعليقه لإعادته إلى مكانه الطبيعي.
تأتي هذه الطرق بعد استشارة الطبيب وتشخيص دقيق للحالة. يجب دائماً التحدث مع الطبيب لاختيار العلاج المناسب والفعال بناءً على حالة كل فرد.
تأتي هذه الطرق بعد استشارة الطبيب وتشخيص دقيق للحالة. يجب دائماً التحدث مع الطبيب لاختيار العلاج المناسب والفعال بناءً على حالة كل فرد.
من الإجراءات الجراحيّة التي قد تُجرَى أيضًا، ما يُسمّى بتثبيت الرحم بالشبكة المهبليّة، وهي عبارة عن شبكة مصنوعة من نوعٍ خاص من البلاستيك تُبَّت لتساهم في إبقاء الرحم في مكانه من الحوض ومنع انزلاقه عبر المهبل، لكنّ هذا الإجراء غير واسع الانتشار لِما يتضمنّه من مُضاعفاتٍ مُزعجة.
هل يؤثر نزول الرحم على الحمل؟
أحد الاهتمامات الأساسية للنساء المصابات بهبوط الرحم هو تأثيره المحتمل على الخصوبة. في حين أن نزول الرحم لا يسبب العقم بشكل مباشر، إلا أنه يمكن أن يؤثر على قدرة المرأة على الحمل.
يمكن أن تؤثر شدة الهبوط والعمر والصحة العامة وعوامل أخرى على نتائج الخصوبة.
عند التفكير في الحمل مع هبوط الرحم، فإن استشارة طبيب أمراض النساء المتخصص في الصحة الإنجابية أمر ضروري. سيقوم بتقييم حالتك وتقديم إرشادات شخصية مصممة خصوصاً لظروفك.
وقد يوصي بإجراء اختبارات محددة لتقييم حالة الخصوبة لديك ومناقشة الخيارات المحتملة لتقنيات الإنجاب المساعدة إذا لزم الأمر.
للحمل مع هبوط الرحم والمخاطر المحتملة على الرغم من إمكانية الحمل مع هبوط الرحم، يجب على النساء أن تكون على دراية بالمخاطر والمضاعفات المحتملة المرتبطة بهذه الحالة. من بين المخاطر والمضاعفات المحتملة يمكن أن تكون:
- الإجهاض: النساء اللواتي يعانين من هبوط الرحم قد يكن أكثر عرضة لخطر الإجهاض.
- الولادة المبكرة: قد تزيد حالات نزول الرحم من احتمالية حدوث الولادة المبكرة.
- المخاض الطويل وصعوبة ولادة الطفل: يمكن أن يتسبب هبوط الرحم في تأخر المخاض أو صعوبة ولادة الطفل.
- مضاعفات ما بعد الولادة: قد تكون المرأة المصابة بنزول الرحم أكثر عرضة لمشاكل ما بعد الولادة، مثل التهابات الرحم أو تأخر في استعادة العضلات الرحمية.
للتقليل من هذه المخاطر، يجب على النساء الحوامل اللواتي يعانين من هبوط الرحم أن يتبعن نمط حياة صحياً، ويخضعن لرعاية متخصصة قبل الولادة. يتضمن ذلك فحوصات منتظمة، واستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لمراقبة وضعية الرحم، واتباع عادات نمط حياة صحية.
يمكن أن تساعد تمارين قاع الحوض في تقوية العضلات الداعمة للرحم، ويمكن للطبيب أيضاً إعطاء إرشادات حول الوضع المناسب وآليات الجسم لتخفيف الأعراض خلال فترة الحمل.
هبوط الرحم والدورة الشهرية
لنزول الرحم بعض التأثيرات خلال فترة الدورة الشهرية والتي تتمثل فيما يلي:
تدلي الرحم وشدة الدورة الشهرية:
- في حالة التدلي الشديد للرحم، قد يؤثر ذلك على شدة الدورة الشهرية.
- التدلي الشديد يمكن أن يسبب زيادة في غزارة الدورة الشهرية، نظراً للتأثير الإضافي على بنية الأنسجة والأوعية داخل الرحم.
تدلي الرحم وتأثير التغيرات الهرمونية:
- التدلي يمكن أن يتأثر بشكل كبير خلال فترة الحيض نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث.
- خلال الدورة الشهرية، ترتفع مستويات هرموني الأستروجين والبروجيسترون، وتتغير سماكة بطانة الرحم.
- قد تشعر المرأة بتحسن في أعراض هبوط الرحم في الفترة الأولى من الدورة، نتيجة لتغيرات مستويات الهرمونات وزيادة سماكة بطانة الرحم.
تأثير النزيف وانخفاض مستويات الإستروجين
- مع بداية النزيف، ينخفض مستوى هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى ضعف العضلات.
- يمكن أن يزيد هذا الضعف من شعور المرأة بالثقل المرتبط بتدلي الرحم ويزيد من حدة الأعراض.
كيفية الوقاية من نزول الرحم
تتمثل الوقاية من نزول الرحم في اتباع مجموعة من الإرشادات الهامة. يُنصح بممارسة تمارين تستهدف شد وتقوية عضلات قاع الحوض، مثل تمارين كيجل، لتعزيز دعم الرحم. كما يُفضل تجنب رفع الأوزان الثقيلة بطرق غير صحيحة واستخدام الطرق السليمة عند الضرورة.
يجب أيضاً علاج الإمساك المزمن من خلال تناول الألياف وزيادة كمية شرب السوائل. يشمل تغيير نمط الحياة اليومي تحسين عوامل مثل تقليل الوزن إذا كان ذلك ضرورياً، والامتناع عن التدخين، وتجنب الإجهاد الزائد لتفادي تفاقم حالة نزول الرحم. الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بعد الولادة يساهمان في تقوية العضلات والحفاظ على دعم مناسب للرحم.
موضوع قد يهمك: يتم اللجوء إليه عند فشل كل العلاجات الأخرى.. ما الحالات الطبية التي تستدعي استئصال الرحم؟