لم تكن علاقة ياسمين عبد العزيز والعوضي، منذ اللحظة الأولى، علاقة بين اثنين فقط، لطالما كان هناك طرف ثالث، هو الجمهور، ذلك الذي تعاطف معها في البداية عقب طلاقها الأول، وعمليات الشد والجذب التي تضمنت أسماء من بينها الطليق السابق، وزوجته الجديدة، وشقيقها، حيث الكثير من التلاسن والتصريحات والمكائد التي انتهت بشكل سعيد حين تكللت بزواجها الثاني، والذي لم يكن بعيداً عن الأضواء كسابقه، بل كان هو نفسه الضوء الذي ينظر تجاهه الجميع، حيث ترتسم القلوب، وتتصدر صورة مثالية سعيدة لامرأة وجدت ضالتها، أخيراً، وعوضها، ورجل عاشق لا يخفي حبه.
وحش الكون والخديوي وطرف ثالث
"أحب أوجه لك رسالة ويا ريت تعتبرها أخوية مش أكتر انت والفنانة ياسمين عبد العزيز اصبحتوا روميو وجولييت الشعب المصري والعربي كله… عشان خاطر ربنا يا فنان راجع نفسك، مفيش حد مابيغلطش، الفنانة ياسمين بتحبك وانت عارف كده كويس، ومش انت لوحدك انت والشعب العربي كله يعرف إنها بتحبك اوعى تنسى"، بهذه الكلمات توجه شاب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، يدعى مو مينا للعوضي، كي يتراجع عن الطلاق، ولم يكن مينا وحده من راح يرجو الثنائي التراجع عن قرار الطلاق، باعتبارهما رمزاً للحب والوئام، فالأمر انسحب على مشاهير، من بينهم الإعلامية رولا خرسا، والتي كتبت بدورها عبر صفحتها الشخصية تقول: "أنا زعلانة اوي لانفصال ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي، مع إني لا أعرفهم ولا قابلتهم ولا هم من بقية عيلتي بس بحبهم، بحبهم مع بعض، بحب طريقتهم وهزارهم ودعمهم لبعض..".
حالة الحزن وصلت إلى حد عمل ختمات جماعية للقرآن الكريم بنية رجوع الثنائي لبعضهما البعض!
كل هذا التعلق، وكل هذا الاهتمام، ربما لأن الثنائي كانا حريصين على عدم إخفاء تفاصيل حياتهما، عبر صور، تظهرهما في كل أحوالهما، عقب ممارسة التمارين الرياضية، أثناء الطبخ، في الحديقة، في المناسبات العامة، على البحر، علاقة لم تكن تحظى بكثير من الخصوصية، بل تحولت، وبانتظام، إلى جزء من صفحاتهما الاجتماعية، وبالتالي صارت جزء من حياة متابعيهم، تنبض كل الصور التي تجمعهما، بالحب والهيام، فلا يظهر أحدهما، إلا وقد أحاط الآخر بذراعه، عزز من ذلك ظهورهما معاً في عملين دراميين أشهرهما "اللي مالوش كبير" حيث قصة حب ملتهبة، وكثير من الكليشيهات على شاكلة وحش الكون، و"على الله حكايتنا"، و"أحلى على الأحلى" وغيرها من الجمل التي صارت لاحقاَ جزءاَ من الحديث اليومي في الشارع المصري.
أو ربما كان السبب الحقيقي برأيي هو تلك "الجدعنة" التي شهدت بها ياسمين، وأبداها العوضي بوضوح في رحلة مرضها، حيث قدم، وعلى غير العادة، نموذجاَ لرجل، يساند زوجته في وقت الشدة، ولا يبدي ضجراً منها، ربما لهذا تحديداً صارت القصة أبعد من مجرد زوجين من المشاهير.
ما زلت أحاول أن أخمن السبب وراء حالة الصدمة العامة، والتي حولت الثنائي إلى "تريند" متقدم عبر موقع إكس، وبقية مواقع التواصل الاجتماعي، بمجرد وقوع الطلاق، ربما كان السر وراء هذا الحزن، أن النهاية جاءت بشكل مفاجئ، ومن دون تلاسن، أو إهانات، باحترام شديد، وبشهادة بدت صادقة أن الانفصال لم يكن بسبب خيانة كما ادعى البعض، جاءت النهاية مفتوحة ليس كما أراد المشاهدون، ومن هنا بدأت المأساة الحقيقية، حيث راح كل يرسم النهاية على طريقته الخاصة.
حب مؤذ واستغلال مستمر!
حب الجمهور ليس عادة أمراً إيجابياً، المسألة تذهب لأبعد من مجرد ختمات قرآن ودعاء، وقلوب حمراء، ما زلت أذكر تلك السيدة التي خرجت بالبيجاما لتذيع خبر الطلاق، بطريقة ساخرة، وذلك "المؤثر" الذي يدعى محمد فوعاني، والذي سارع بتصوير مقطع فيديو يسخر فيه من سبب الطلاق، رابطاً إياه مع عيد مولد ياسمين، بطريقة بدت مهينة أكثر منها ساخرة!
لكن هذا لم يكن كل شيء، تحولت القصة -كعادة قصص المشاهير- إلى مادة للتربح، عبر مقاطع فيديو، تحمل معلومات وهمية، ومبالغات، وأحيانا اتهامات، حصدت آلاف المشاهدات، هكذا انتقل الطلاق مع الجمهور من مرحلة التعاطف إلى مرحلة التربح والتريند، تارة بالحديث غير الموثق عن الحالة الصحية للعوضي، وتارة أخرى بالإشارة إلى أسرار وخفايا الطلاق الذي لم يتحدث عنه أي منهما.
من السبب حقاً في طلاق ياسمين عبدالعزيز والعوضي؟
صحيح أن أحداَ من الطرفين لم يصرح، لكن الطلاق جاء بطريقة مباغتة وفي توقيت دقيق، عقب ساعات من ذكرى مولد ياسمين، وأقل من شهر، عقب ظهورهما معاً، حيث أهداها العوضي جائزته.
العوضي الذي كتب عبر صفحته الشخصية منشوراً يتوجه فيه بالتهنئة لزوجته، متمنياً لها الصحة والسعادة والنجاح، باغته منشور من ياسمين عقب 16 ساعة تقريباً بشأن الطلاق، ليقوم بنسخه كما هو على صفحته مع تغيير الاسم: "تم الطلاق الرسمي بيني وبين ياسمين وسيظل بيننا كل الاحترام والتقدير"، بدا لي واضحاً في تلك اللحظة من صاحب القرار حقاً، وبدا الأمر أكيداً مع دخول العوضي إلى المستشفى، عقب تعرضه لوعكة صحية استلزمت بقاءه هناك، وهو ما لم يبد لي غريباً، فالحزن الشديد، ينهار بالمناعة، وإن كانت لشخص رياضي مثله، يأكل الكبدة نيئة، لكن أحداً، مهما بدا قوياً، لا يمكن أن يحتمل النهايات الحاسمة "الرسمية".
سلوك مريب له ما يبرره
في دراسة تعد هي الأولى من نوعها حول سلوك المعجبين في مصر، أشارت الباحثة حنان عزت إلى "سلوك" المعجبين، والذي عادة ما يكون فردياً، قائماً على التعلق بالمؤثرين وما يقدمونه، وفي المقابل يسمحون للمحتوى بالتأثير على مواقفهم وتفكيرهم، وعليه يبني المعجبَن علاقات اجتماعية افتراضية مع المؤثرين!
أربعة أسطر توضح الأمر بجلاء، فلو لم يتم تقديم قصة الحب باعتبارها مسلسلاَ، من أجزاء، لما تماهى الجمهور معها وحولها إلى مسألة شخصية، ولما تم استغلال هذا الاهتمام العام بمزيد من الاختلاق، والسخرية، والإهانة للطرفين، تارة بادعاء وجود خيانة، وتارة بجذب أطراف إضافية للقصة كريهام حجاج، زوجة طليق ياسمين الأول، والتي تم إقحامها في القصة فخرجت لتبرر وتشرح وتبرئ نفسها، تماماً كما حرصت ياسمين نفسها على تبرئة ساحة العوضي، ولما دعتها زميلة مثل أيتن عامر للاحتفاظ بالتبريرات لنفسها، حيث ردت على تأكيد ياسمين أن الانفصال ليس بسبب الخيانة "واحنا مالنا"، تلك الجملة تحديداً هي الأبرز في القصة بالكامل، ربما لو احتفظت ياسمين بخصوصيات علاقتها مع العوضي، تماماً كما تفعل ريهام حجاج، لما صارت الأمور إلى هذه الدرجة من مبالغات الطرف الثالث.
هل سيعودان؟
كان أحد أسباب رواج خبر الطلاق، هي تلك النبوءة التي أطلقتها العرافة ليلى عبد اللطيف، مطلع العام، حيث أشارت إلى طلاق منتظر للثنائي، وقتها علقت ياسمين: "يا ساتر يا رب.. بلاش انتي يا ليلى"، وعلق العوضي: "كذب المنجمون ولا صدفوا"، أما ليلى نفسها فعادت لتقول إنها ترى ياسمين -ذات الـ 44 عاماً- مع طفل بيدها، وزوج، وإنها لن تستطيع العيش من دون حب في حياتها، في إشارة إلى ارتباط وحب جديد.
ربما يدعم "توقعات" عبد اللطيف، تلك الزيارة الليلية التي قطعتها ياسمين إلى المستشفى لزيارة العوضي -38 عاماً- في المستشفى، عقب حجزه به 4 أيام، برأيي، المواقف الصعبة، واللحظات الصحية الحرجة -وحدها- كفيلة بإصلاح أعتى الاختلافات.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.