اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، إسرائيل باستخدام "سلاح التجويع لتحقيق أرقام قياسية في جرائم الإبادة الجماعية"، في الوقت الذي قالت فيه بريطانيا إن قطاع غزة يواجه حجماً "لا يمكن تصوره" من المعاناة.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع لتحقيق أرقام قياسية في جرائم الإبادة الجماعية".
إبادة جماعية بالتجويع
وأضاف القدرة أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بالقصف والتجويع ومنع العلاج".
في وقت سابق الخميس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية تجمعاً لفلسطينيين قرب دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، كانوا ينتظرون حصولهم على المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً، وأكثر من 150 مصاباً، وفق وزارة الصحة.
وقال القدرة، في بيان أصدره عقب الاستهداف: "الاحتلال يرتكب مجزرة مروعة بحق آلاف الأفواه الجائعة التي كانت تنتظر المساعدات الإنسانية عند دوار الكويت".
إدانة واسعة
في تعقيبه على الاستهداف، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينيين أثناء "انتظارهم دخول إمدادات إنسانية إلى مدينة غزة وشمالها".
كما اعتبر المرصد هذا الاستهداف "إصراراً على نهج تجويع المدنيين، وفرض المزيد من التعقيدات على عملية دخول وتوزيع وتسلم المساعدات الإنسانية المحدودة أصلاً في القطاع".
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي تجمعات لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادراً ما تصل محافظة غزة وشمال القطاع.
وتدخل كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية لمحافظتي غزة والشمال، حيث سبق أن قالت "أونروا" إنها بدأت في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإدخال نحو 7 شاحنات يومياً لأول مرة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية مطلع الشهر ذاته.
ولأكثر من مرة، قالت "أونروا" إن حافلاتها المحملة بالمساعدات "تعرضت لإطلاق النار" من الجانب الإسرائيلي.
"معاناة لا يمكن تصورها"
في السياق شدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، على ضرورة زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه حجماً "لا يمكن تصوره" من المعاناة، وذلك أثناء وجوده في المنطقة لبحث الوضع في غزة.
وقال كاميرون إن "المملكة المتحدة وقطر تعملان على إيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر، حيث سيتم نقل أول شحنة مشتركة تحوي 17 طناً من الخيام، الخميس".
وذكر بيان وزارة الخارجية البريطانية: "خلال الزيارة، سيشهد الوزير كاميرون عن كثب عملية تحميل المساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة المتحدة وقطر على متن طائرة متجهة إلى مصر، وبعد ذلك ستتوجه براً إلى غزة".
كما أشار إلى أن "الخيام ستوفر مأوى بالغ الأهمية للسكان الذين هم في أمسّ الحاجة إليها مع نزوح المزيد من الأسر بسبب الصراع واستمرار فصل الشتاء البارد".
وقال كاميرون إن "حجم المعاناة في غزة لا يمكن تصوره"، وفق المصدر نفسه. وأكد "ضرورة بذل المزيد من الجهود وبشكل أسرع لمساعدة الأشخاص المحاصرين في هذا الوضع اليائس"، قائلاً إن بريطانيا زادت مساعداتها لغزة.
ولفت كاميرون إلى أنه "أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بضرورة دخول المزيد من الشاحنات إلى غزة وفتح المزيد من المعابر".
واختتم حديثه بالقول إنه "يجب على إسرائيل اتخاذ خطوات بالعمل مع الشركاء الآخرين بما في ذلك الأمم المتحدة ومصر، لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة بشكل كبير، بما في ذلك السماح بهدنة إنسانية طويلة الأمد، وفتح المزيد من المعابر، واستعادة إمدادات المياه والوقود والكهرباء بالكامل".
وأغلقت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، المعابر الواصلة بين قطاع غزة والعالم الخارجي، فيما تم فتح معبر رفح البري مع مصر جزئياً لدخول مساعدات محدودة وخروج عشرات المرضى والمصابين وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الخميس، "25 ألفاً و900 شهيد و64 ألفاً و110 مصابين معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.