كشف موقع "هآرتس" الإسرائيلي، الخميس 25 يناير/كانون الثاني 2024، عن رفض نحو 50 جندية من جنود الاحتلال الإسرائيلي مغادرة مركز تدريب عسكري تابع لجيش الاحتلال، والانتقال للعمل كـ"مراقبات عسكريات".
ونقلت "هآرتس" عن صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، قولها إن عدداً من المجندات اللواتي رفضن إرسالهن إلى مدرسة عسكرية في "سياريم" والعمل كمراقبات على العدود في جيش الاحتلال، قد تم اعتقالهم أو احتجازهن.
وهي الأنباء التي رفض جيش الاحتلال تأكيدها، وقال إنه قد تمت إعادة عدد منهن إلى بيوتهن. وأضاف في بيان: "نريد التأكيد على أنه لم يتم سجن أي مجند لرفضها العمل في منصبها كمراقبة".
فيما زعم مركز التجنيد التابع للجيش الإسرائيلي أنهم كانوا يتوقعون نسبة أعلى من الرفض نظراً لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2034، وذكر أيضاً أن "أولئك الذين رفضوا تكليفهم، لم يتم سجنهم، بل تم إرسالهم إلى منازلهم ليكونوا مع عائلاتهم، ومن المتوقع أن يعودوا إلى قاعدة تل هشومير بعد زيارتهم".
رداً على سؤال أحد الصحفيين بخصوص الواقعة في المؤتمر الصحفي اليومي لجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسمه دانييل هاغاري: "لدينا واجب أخلاقي لإصلاح ما حدث في ذلك اليوم في قاعدة ناحال عوز عندما فشلنا في حمايتها".
كما أضاف: "المراقب هو أحد أهم الأدوار في الشمال كما الجنوب، من أجل الدفاع عن إسرائيل".
وأردف: "يجب أن تقتنع المجندات للخدمة، ويجب علينا خلق أفضل الظروف الممكنة لخدمتهم، هذا هو واجب الجيش، وسوف نستمر في إقناع وتوضيح أن هذا الدور مهم للغاية، وأننا بحاجة إلى النساء، في هذا المنصب".
ما جاء على لسان المتحدث باسم الاحتلال، جاء بعد أن وجهت مجندات إسرائيليات اتهامات ثقيلة لضباط في الجيش بتجاهل تحذيراتهن بخصوص "تحركات غير عادية" في الحدود مع قطاع غزة قبل عملية "طوفان الأقصى"، مشيرة إلى أن التجاهل جاء باعتبارهن نساء.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كشفت مراقبات من ناحال عوز وكيسوفيم المجاورة لصحيفة "هآرتس" أن محاولاتهن العديدة لتحذير الجيش من نشاط غير عادي على طول السياج الحدودي تم تجاهلها إلى حد كبير في الأيام والأسابيع التي سبقت العملية.
إذ شملت هذه التقارير معطيات عن استعدادات حماس بالقرب من السياج، ونشاط الطائرات بدون طيار، ومحاولات لتدمير الكاميرات، والاستخدام المكثف للشاحنات والدراجات النارية، وحتى التدريبات على قصف الدبابات.
فيما تعتقد الشابات أن رفض الضباط الاستجابة لتحذيراتهم ينبع جزئياً من الغطرسة ولكن أيضاً من الشوفينية الذكورية. وقالت إحدى المراقبات لصحيفة "هآرتس": "ليس هناك شك في أنه لو جلس الرجال أمام تلك الشاشات، لكانت الأمور مختلفة".
وفق الصحيفة، فإن المخاوف المحيطة بظروف عمل المراقبات واللاتي يلقبن بـ"عيون الجيش"، اللاتي تتمثل مسؤوليتهن الأساسية في مراقبة كاميرات المراقبة العسكرية عن كثب، ليست وليدة اليوم أو مرتبطة بعملية طوفان الأقصى، فقد كشفت مجموعة من التقارير عن ظروف قاسية للجنود في هذا الدور، بما في ذلك الحرمان من النوم، ونقص الغذاء والخدمات في قاعدتهم، والعقوبات التعسفية والقاسية. كما اشتكت مراقبات النساء في السابق من نفس المعاملة غير المحترمة من قبل كبار الضباط التي تحدث عنها أولئك في مستوطنات ناحال عوز وكيسوفيم.