بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بوقف مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي أربع مباريات؛ اثنتان منها مع وقف التنفيذ، على خلفية الأحداث التي شهدتها المباراة الثانية للمنتخب المغربي في دور المجموعات، كان مساعده رشيد بن محمود حاضراً وعلى أتم الاستعداد من أجل تأدية دور الناخب الوطني، في المباريات التي تستدعي غياب الركراكي.
وقد تمكن رشيد بن محمود من أن يقود منتخب الأسود للحفاظ على صدارة ترتيب مجموعته، بعد أن ضمن التأهل إلى الدور 16 من بطولة كأس أفريقيا.
وقد أشاد الجمهور بشكل كبير بمساعد الناخب الوطني، الذي كان قادراً على إدارة الفريق بشكل جيد، والقيام بتبديلات سديدة وفي محلها، الشيء الذي أعطى المنتخب الوطني المغربي قوته للحفاظ على مستواه داخل الملعب، والسيطرة بنسبة كبيرة طيلة المباراة، التي جمعته مع نظيره المنتخب الزامبي.
إذاً من هو رشيد بن محمود؟ وما هي إنجازاته السابقة في كرة القدم، ثم في مجال التدريب؟ وما أبرز محطاته في عالم الساحرة المستديرة؟
رشيد بن محمود.. أبرز محطات البدايات
ولد رشيد بن محمود في العاصمة المغربية الرباط، سنة 1971، وقد عشق كرة القدم منذ الصغر، وارتبط بها ارتباطاً كبيراً، ليجد نفسه من بين اللاعبين البارزين في الدوري المغربي.
فقد كانت بداية مساره الكروي مع نادي يوسفية الرباط من سنة 1986 إلى 1989، حيث كان يلعب لاعب وسط ميدان.
بعد ذلك، انطلق هذا اللاعب الشاب إلى نادي القرض الفلاحي، ولعب معهم لمدة أربعة مواسم، وذلك إلى غاية سنة 1993، لينتقل إلى نادي الفتح الرباطي على شكل إعارة، لمدة موسم واحد فقط، ثم عاد سنة 1994 إلى نادي القرض الفلاحي، واستمر معهم إلى غاية سنة 1996.
وقد كانت هذه الفترة من عمر رشيد بن محمود اللاعب خافتة بعض الشيء، إلا أنها مكّنته في الوقت نفسه من الاحتراف خارج الأراضي المغربية، وذلك بعد انتقاله إلى الخليج.
الاحتراف في دول الخليج
سافر رشيد بن محمود إلى قطر، بعد أن أصبح واحداً من بين لاعبي نادي الريان في الدوري القطري، وذلك خلال موسم 1996/1997، حيث لعب 15 مباراة، وسجل خلالها هدفين فقط.
انتقل بعده إلى نادي شباب الأهلي دبي الإماراتي سنة 1998، بعد أن وقع معهم عقداً بشكل حر، وقد استمر في اللعب إلى غاية 2003.
إذ تمكن خلال هذه الفترة من أن يثبت اسمه بشكل كبير في عالم الساحرة المستديرة، بعد أن سجل 3 أهداف في موسمه الأول مع نادي شباب الأهلي دبي، ثم احتلاله المركز الأول في البطولة وترقيته إلى الدرجة الأولى، بعد أن فاز بكأس الإمارات العربية المتحدة رفقة ناديه الذي أصبح مؤهلاً لدوري أبطال آسيا.
أصبح اسم رشيد بن محمود معروفاً في الساحة الكروية بدول الخليج؛ إذ انتقل بعد ذلك إلى اللعب في نادي العربي الإماراتي، ووقع لمدة ثلاث مواسم؛ حيث لعب عشر مباريات خلال الموسم الأول 2003/2004، قبل أن يغادر النادي خلال فترة الانتقالات الشتوية.
في يناير/كانون الثاني 2004 انضم إلى نادي الخليج حتى نهاية الموسم وهو النادي الذي تمت ترقيته إلى الدوري الإماراتي، ولعب ثلاث مباريات فقط قبل أن ينتهي عقده في يوليو 2004، إلا أنه لم يتم تمديده.
أنهى رشيد بن محمود مسيرته الكروية عام 2005 بعد أن قضى فترة في نادي دبا الحصن الرياضي في دوري الدرجة الثانية الإماراتي.
من لاعب كرة قدم إلى عالم التدريب
بالرغم من أن رشيد بن محمود لم يلمع بشكل كبير خلال مساره الكروي، إلا أن دخوله إلى عالم التدريب في كرة القدم جعل نجمه يسطع من جديد، ويصبح اسماً معروفاً لدى عشاق الساحرة المستديرة.
إذ قام بن محمود بمراكمة العديد من التجارب والخبرات، من خلال حصوله على شهادات تدريبية معتمدة في هذا المجال، إضافة إلى اشتغاله إلى جانب مدربين كبار.
وقد برز في البداية عندما عمل مساعد مدرب نادي الوداد البيضاوي، الحسين عموتة، الذي رافقه في العديد من المباريات، وحصل معه على ألقاب عصبة أبطال أوروبا والبطولة الاحترافية، قبل أن تدخل المشاكل بينهما، التي كانت سبباً في تفريق طريقهما، وإيقاف العمل المشترك.
ومن بين المدربين الذين اشتغل رشيد بن محمود مساعد مدرب لهم، كان كلاً من الألماني وينفريد شيفر داخل نادي الأهلي الإماراتي، والناخب الوطني المغربي رشيد الطاوسي، الذي درب المنتخب المغربي لفترة.
رشيد بن محمود مدرب مساعد إلى جانب الناخب الوطني وليد الركراكي
بعد مسار طويل في عالم التدريب، عاد رشيد بن محمود ليصبح مرة أخرى حديث الإعلام وعشاق كرة القدم، كونه مساعد الناخب الوطني المغربي المدرب وليد الركراكي، الذي تألق رفقة منتخب المغرب في كأس العالم قطر 2022، وأصبح من بين أفضل 4 منتخبات في العالم.
ومن بين أبرز الأمور التي جعلته يتصدر مواقع التواصل الإجتماعي، كانت روح بن محمود الجميلة رفقة لاعبي المنتخب المغربي، والتي ظهرت في أكثر من مناسبة، خلال حصص التدريب، خصوصاً رفقة اللاعب حكيم زياش.
كما أنه كان خير مساعد مدرب، كونه يمتلك خبرة كبيرة وطويلة في مجاله، فقد أبدع في تقديم دوره الذي يستدعي تحليل أداء اللاعبين داخل الملعب وفي التدريب وتوفير كل المعلومات اللازمة للمدرب، والمساهمة بشكل كبير في خلق الأجواء الصحية بين اللاعبين إلى جانب باقي الطاقم التقني وعلى رأسه وليد الركراكي.
وقد ظهر كذلك الانسجام الكبير بين المدرب وليد الركراكي ومساعده رشيد، منذ أول مباراة في كأس العالم بقطر، وإلى غاية المباراة التي قادها في كأس أفريقيا بتعليمات من المدرب الموقوف، الشيء الذي جعل المغرب يحافظ على صدارته، وتألقه في هذه البطولة القارية، خصوصاً أنه يعتبر من بين أبرز المرشحين للفوز باللقب.