صنَّف موقع "إنسايدر مانكي" الأمريكي المغرب في المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل 30 مكاناً للعيش في العالم يتمتع بطقس جيد ملائم للاستقرار، معتمداً على بيانات صادرة عن مؤشر الأداء المناخي العالمي لسنة 2024.
وقد أفاد الموقع بأن "متوسط درجات الحرارة خلال النهار في المغرب وعلى مدار أشهر السنة يتراوح ما بين 10 و30 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط هطول الأمطار في هذا البلد 40 يوماً في السنة الواحدة"، وأشار إلى أن "عدد ساعات سطوع الشمس في المغرب يبلغ 3117 ساعة في السنة".
المغرب أكثر دول العالم انخفاضاً في التكلفة المعيشية
وسبق للموقع نفسه أن صنَّف المغرب، في ديسمبر الماضي، في المركز الـ 14 ضمن 20 دولة عبر العالم، تناسب تكلفتها المعيشية المواطنين الأمريكيين.
كما تبوأ المغرب المرتبة الثامنة والأربعين في العالم كأفضل بلد للعيش بحسب تصنيف نشرته الأسبوعية الأمريكية U.S. News & World Report.
والرابع في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية.
وأعطت الصحيفة للمغرب درجة 16 من أصل 100، وهي درجة أعلى بشكل ملحوظ بسبب انخفاض تكاليف المعيشة (65.1/100).
وفي تصنيف موقع "Insider Monkey" للدول ذات التكلفة المعيشة الأقل بالنسبة للأمريكيين مقارنة بالولايات المتحدة تم استخدام قاعدة بيانات عالمية "نومبيو"، حتى منتصف عام 2023 لتجميع القائمة، مع مؤشر مرجعي لتكلفة المعيشة بمدينة نيويورك.
وجاء في التقرير الملحق بالتصنيف أن "المغرب لديه واحدة من أقل تكاليف المعيشة بالنسبة للأمريكيين، حيث النفقات أقل بنسبة 70٪ تقريباً مما هي عليه في الولايات المتحدة".
وحسب التفاصيل، يبلغ مؤشر الإيجارات 7.5 نقطة فقط، في حين أن مؤشرات محلات البقالة والمطاعم تبلغ 27.5 و20 نقطة على التوالي. ونقل التقرير عن إحصائية سابقة للسفارة الأمريكية بالرباط، أن موسم التعليم العالي للعام الدراسي 2018-2019، عرف انتقال أكثر 1700 طالب أمريكي إلى المغرب.
وتتصدر مصر قائمة التصنيف (مؤشر تكلفة المعيشة: 21.7)، تليها الهند (22.9) ونيجيريا (23.2). وأكملت نيبال (25.9) وبنغلاديش (26.2) المراكز الخمسة الأولى. وتحتل أوزبكستان (26.6) المركز السادس، بينما تحتل تركيا (27.1) المركز السابع. تليها تونس (27.4) وغانا (28.5) والجزائر (28.6).
وتشير المعطيات الواردة إلى أنه إذا كان مؤشر تكلفة المعيشة في بلد ما 30، فهو أرخص بنسبة 70٪ من مدينة نيويورك. وقد تم استبعاد البلدان ذات الوضع الأمني غير المستقر من التصنيف.
مدينة الدار البيضاء أفضل المدن المغربية للعيش فيها
وسبق أن حصلت مدينة الدار البيضاء المغربية على ترتيب رابع أفضل مدينة في أفريقيا للعيش والعمل والدراسة فيها، وفقاً لمؤشر المدن لعام 2023 الذي أعدته شركة Brand Finance.
وذلك بحسب فرص الاستثمار والدراسة والزيارة، والتكلفة المعيشية اليومية المنخفضة في المدينة؛ حيث تتميز المدينة، التي تلقب بأنها العاصمة الاقتصادية للمغرب، بنظام تجاري مزدهر وموقع جغرافي استراتيجي يجعلها المدينة المفضلة للسياح والمستثمرين على حد سواء، فضلاً عن الشركات الدولية التي تتطلع إلى الاستفادة من السوق الأفريقية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم التراث الثقافي الغنيّ للمدينة والتنمية الحضرية الحديثة في التصور الإيجابي لمناسبة العيش فيها.
وغالباً ما تظهر الدار البيضاء في التصنيفات الدولية كواحدة من أفضل المدن المغربية لممارسة الأعمال التجارية. نشرت شركة Sortlist البلجيكية الاستشارية في أواخر عام 2022 دليل "أفضل الأماكن في المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبدء مشروع تجاري صغير"، والذي صنفت فيه الدار البيضاء في المرتبة السابعة كأفضل مدينة لفتح شركات ناشئة جديدة، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
دول عربية أخرى ضمن قائمة الدول الأقل تكلفة معيشية
وعن منطقة شمال أفريقيا، وبالإضافة إلى المغرب، ضمت قائمة "Insider Monkey" كذلك كلاً من مصر التي احتلت الرتبة الـ21 بعدما حصلت على 0,76 نقطة في مؤشر المناخ العالمي برسم السنة الماضية، والجزائر التي حصلت على 0,75 نقطة ضمن المؤشر ذاته، وليبيا التي جاءت في المرتبة ما قبل الأخيرة ضمن القائمة التي تضم 30 دولة في مختلف أنحاء العالم.
كما ضم تصنيف الموقع الأمريكي بلدين من منطقة الشرق الأوسط، هما لبنان الذي جاء في المركز الـ13 والمملكة الهاشمية الأردنية التي احتلت الرتبة الـ19، إضافة إلى دول أوروبية أخرى على غرار كل من إسبانيا وفرنسا واليونان ومالطا والبرتغال وقبرص، فيما كانت القارة الأمريكية ممثلة بكل من البرازيل وفنزويلا والإكوادور وهندوراس والأوروغواي.
وأورد المصدر ذاته أن "اليوم الجيد من حيث الطقس، حسب مؤشر الإقامة العالمي، هو اليوم الذي تكون فيه درجة الحرارة مقبولة وتتراوح عادة ما بين 18 و30 درجة مئوية مع انخفاض درجة الرطوبة"، مشيراً إلى أن "العام الحالي من المتوقع أن يشهد حرارة شديدة وكوارث طبيعية مرتبطة بالتغيرات المناخية المستمرة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن "هذه التغيرات المناخية تسلط الضوء على غياب المساواة المجتمعية في بعض الدول؛ نظراً لأن الأشخاص المهمّشين هم الأكثر تأثراً بهذه الظروف المناخية".
ويتميز المغرب بطبيعته وتراثه الحضاري العريق، وتنوعه الجغرافي الأخاذ؛ حيث تتوفر فيه الشواطئ والصحراء والجبال والوديان والغابات، وطقسه المتنوع على مدار السنة ما بين الحار والبارد، فضلاً عن استقراره السياسي وطموحاته الاقتصادية، كل هذه العوامل تشجع الأجانب الذين يرغبون في الاستقرار خارج بلادهم بعد التقاعد على اختيار هذا البلد كوجهة أمثل لهم.