عقب أشهر قليلة من قيادته المنتخب الجزائري للفوز بكأس أمم أفريقيا 2019، أطلق مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي، تصريحاً رفع به سقف التحدي أمام لاعبيه، وسقف طموحات الشعب الجزائري. إذ وضع جمال بلماضي الفوز بكأس العالم 2022 هدفاً لمحاربي الصحراء. وقال بلماضي خلال تصريحات إعلامية لقناة "كنال بلس" الفرنسية: "إن تأهلنا إلى كأس العالم فسيكون الهدف هو الفوز بالبطولة"، قبل أن يكمل "لنتحدث جدياً.. الهدف لن يكون المشاركة ولن يكون فقط تقديم ما يمكننا القيام به.. سنعمل على تقديم كل شيء ولن نؤمن بالمستحيل.. اللاعبون لن يضعوا أي حد لطموحهم".
لكن، وبعد 4 سنوات، يبدو أن ذلك التصريح بات لعنة على المنتخب الجزائري ومدربه جمال بلماضي، إذ فشل المنتخب الجزائري في كافة الاستحقاقات والمنافسات، بما في ذلك الفشل في التأهل لكأس العالم 2022 التي وضعها بلماضي هدفاً آنذاك!
السقوط الأول.. أمم أفريقيا 2021
دخل المنتخب الجزائري بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، التي أقيمت في الكاميرون، حاملًا للقب ومرشحاً للاحتفاظ بالكأس، وهو المدجج بكتيبة من النجوم ومدرب أظهر قدراته الفنية في البطولة السابقة. لكن صنع المنتخب الجزائري الحدث في دور المجموعات في البطولة الأفريقية، بتوديعهم البطولة من دور المجموعات. تذيل "محاربو الصحراء" المجموعة الخامسة، التي ضمت منتخبات؛ كوت ديفوار، وغينيا الاستوائية، وسيراليون، بعدما حصدوا نقطة يتيمة، وسجلوا هدفاً واحداً ومنيت شباكهم ب4 أهداف.
السقوط الثاني.. كأس العالم 2022
بعد شهرين فقط من توديع البطولة الأفريقية من الباب الصغير، وبالتحديد في شهر مارس 2022، تلقى المنتخب الجزائري صدمة قوية، ربما هي الأقوى منذ صدمة الخروج من دور المجموعات من مونديال أسبانيا 1982 فيما عرف بـ"فضيحة خيخون". حدث ذلك عندما فشل المنتخب الجزائري في التأهل لكأس العالم 2022، التي وعد بلماضي بالمنافسة للفوز به.أ
وقعت قرعة التصفيات النهائية منتخب الجزائر في مواجهة منتخب الكاميرون. أقيمت مباراة الذهاب على الأراضي الكاميرونية واستطاعت كتيبة الخضر الخروج بانتصار مهم بهدف نظيف. انطلقت الأفراح في الأراضي الجزائرية التي ظن شعبها أن منتخبه وضع قدماً في نهائيات كأس العالم 2022 بالفعل. لكن أسود الكاميرون استطاعوا قلب الطاولة في مباراة الإياب، بهدف في الثانية الأخيرة حققوا فوزاً مثيراً بنتيجة (2-1)، وسرقوا تذاكر الطيران إلى الدوحة من المنتخب الجزائري.
السقوط الثالث.. أمم أفريقيا 2023
رغم الخروج المخيب من بطولة أمم أفريقيا 2021، والفشل في التأهل لكأس العالم، جدد الاتحاد الجزائري لكرة القدم الثقة في مدربه جمال بلماضي. الغريب في الأمر هو أن مجلس إدارة الاتحاد الجزائري قدم استقالته بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 2022.
المنتخب الجزائري، الذي كان يُعتبر من الفرق المرشحة بقوة للفوز بالبطولة ومصالحة الجماهير الجزائرية، وجد نفسه في ذيل المجموعة الرابعة، بعدما فشل في تحقيق أي فوز خلال البطولة، مكتفيًا بنقطتين فقط من التعادل في مباراتين أمام أنغولا وبوركينا فاسو، وخسارة مثيرة أمام منتخب موريتانيا.
أما منتخب "المرابطون"، فقد خطف الأضواء بتحقيقه أول فوز له في البطولة وتأهله لدور الـ16 للمرة الأولى أيضاً، مما أدى إلى إقصاء الخضر من البطولة في دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي.
في أعقاب هذه الهزيمة المؤلمة، أدلى جمال بلماضي بتصريحات خلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة موريتانيا، معبرًا عن تحمله للمسؤولية الكاملة عن الإخفاق. ورغم تحمله للمسؤولية، لم يقدم بلماضي تصريحات واضحة بشأن مستقبله مع المنتخب الجزائري، ملمحًا إلى إمكانية انتهاء فترته كمدير فني للفريق.