قال موقع Ynet الإسرائيلي، في تقرير نشره يوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، إنه بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، تدهورت العلاقات بين إسرائيل والأردن بسرعة مثيرة للقلق، في حين يشك الملك عبد الله في أن نتنياهو يخطط لمنح وريث العرش السعودي محمد بن سلمان السيطرة على المسجد الأقصى في القدس، وبذلك تتمكن السعودية من إضافة "الحرم" الثالث إلى سيادتها، بعد مدينتي مكة والمدينة.
وجنّبت إسرائيل الأردن عناء طرد السفير الإسرائيلي في عمّان، روجيل رحمان، حين بادرت بإعادته إلى القدس بحجة (مبررة) أن بقاء موظفي السفارة الإسرائيلية في المملكة يشكل خطورة عليهم. وفي الوقت نفسه، وليس للمرة الأولى، استدعى الأردن سفيره في إسرائيل غسان المجالي. ومن الإشارات القوية على العلاقات المتعثرة عدم دعوة الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، لحضور حفل زفاف ولي العهد الأردني.
انتقادات أردنية لإسرائيل
كانت الملكة رانيا، ملكة الأردن، أول من انتقد إسرائيل، وذلك بسبب أصولها الفلسطينية أيضاً. وفي مقابلتين مع شبكة CNN، لم تتردد الملكة في إدانة إسرائيل وحدها، وأعربت عن أسفها لآلام الأطفال والرضع في غزة، دون أن تذكر ولو مرة واحدة "المذبحة الرهيبة" التي تعرض لها سكان المستوطنات المحيطة.
وبعد الملكة جاء دور الملك عبد الله. فبعد تأكده من توطيد العلاقات الوثيقة بالفعل مع مكتب أبو مازن في رام الله، توجه إلى القصر الرئاسي في مصر للتشاور مع الرئيس السيسي. وأرسل الملك، برعاية إسرائيلية وبتصريح خاص من الجيش الإسرائيلي، ثلاث طائرات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة لإنزال المواد الغذائية والأدوية من الجو مباشرة إلى المستشفى الأردني في قلب القطاع.
الأردن يدعم جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
لسنوات كثيرة، على الأقل عشر سنوات، لم يحدث انسجام بين الملك عبد الله ورئيس الوزراء نتنياهو. وتوقفت إسرائيل عن وصف الأردن بـ "شقيقتنا الصغرى"، مثلما جرت العادة في عهد رئيس الوزراء إسحق رابين. ولكن من المهم الإشارة إلى أن الأردن يواصل حماية أطول حدود إسرائيلية، كما تواصل إسرائيل توفير مياه الشرب والزراعة للشعب الأردني.
لكن ما يفعله الأردن يثير بالفعل أعصاب الجانب الإسرائيلي، والأدهى من ذلك أن وزير الخارجية أيمن الصفدي حاول إشعال الأمور في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وأوصى بإضافة الأردن إلى الشهود ضد إسرائيل.
والآن يعلن وزير الخارجية الصفدي أنه لا مجال للحديث عن نقل سكان غزة إلى الأردن أو مصر. ويقول: "غزة وطنهم، وستبقى كذلك". وبكلمات قاسية، حذر إسرائيل أيضاً من "جرّ الشرق الأوسط إلى حرب"، ودعا المجتمع الدولي إلى الاحتشاد ضد "العدوان الإسرائيلي". وعلى خلفية التظاهرات العاصفة في عمان ومدن أخرى، يُنصح الإسرائيليون بالابتعاد عن المملكة، لأن وجودهم هناك خطر على سلامتهم.