استهدف الجيش الإسرائيلي، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، مباني سكنية في عدة بلدات وقرى جنوب لبنان بغارات جوية وقصف مدفعي باستخدام قذائف فسفورية، فيما أعلن حزب الله مقتل عنصر ثانٍ في المواجهات مع إسرائيل.
إذ أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدفت بلدة كفركلا بالقذائف الفسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة، لافتة إلى أن "الغارة الإسرائيلية على بلدة الطيبة في وقت سابقٍ اليوم، تسببت بأضرار كبيرة في ثانوية البلدة، وقد نجا مدير الثانوية وأفراد الهيئة التعليمية من العدوان".
الوكالة أشارت إلى أن "مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح في خراج بلدة الوزّاني دون تسجيل إصابات".
كما ذكرت أن "مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً خلف معتقل الخيام (تعود تسميته إلى أيام الاحتلال الإسرائيلي للجنوب)-وادي العصافير، كما قصفت مدفعية العدو تلة العويضة من جهة الطيبة".
وفيما أفاد شهود عيان بأن غارة إسرائيلية استهدفت أحد المنازل في بلدة الطيبة، استهدف القصف المدفعي الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل جنوب لبنان.
مقتل عنصرين من حزب الله
من جانبه أعلن "حزب الله"، الإثنين، مقتل عنصر ثانٍ من أفراده في المواجهات الحدودية مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، لترتفع حصيلة قتلاه إلى 166 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأفاد الحزب في بيان، بأن "علي سعيد يحيى-جواد، من بلدة الطيبة في جنوب لبنان، ارتقى على طريق القدس".
وكان الحزب أعلن في وقت سابقٍ اليوم، مقتل "سامح أسعد أسعد (أبو تراب)، من بلدة كفركلا جنوب لبنان"، في المواجهات على الحدود مع القوات الإسرائيلية.
كما أفادت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في لبنان، صباح الإثنين، بمقتل محمد باسم عزام من مخيم المية ومية في صيدا (جنوب)، ليرتفع عدد قتلى القسام في لبنان إلى 6، منذ بداية المواجهات على الجبهة اللبنانية.
وقالت الحركة في بيان، إن "محمد باسم عزام ارتقى اليوم الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2024، خلال مهمة جهادية في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى".
وفي السياق، قال حزب الله، الإثنين، إنه صد هجوماً لقوات إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية "كانت تنوي ضرب أهداف داخل الأراضي اللبنانية".
قصف مبنى لمقاتلين من "حزب الله"
إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، إنه قصف مبنى عسكرياً في جنوب لبنان، تواجد داخله مقاتلون من "حزب الله" اللبناني.
وأضاف الجيش في بيان نشره بحسابه على منصة "إكس": "في وقت سابق من اليوم (الإثنين)، هاجمت مقاتلات سلاح الجو مبنى عسكرياً في منطقة مارون الراس، كان يتواجد فيه إرهابيون من منظمة حزب الله"، على حد وصفه.
وأشار إلى أنه "بعد الهجوم على المبنى، كان هناك العديد من الانفجارات الفرعية، ما يدل على وجود أسلحة وذخائر في المكان".
وتابع: "إضافة إلى ذلك، تعرضت نقاط مراقبة وبنية عسكرية لحزب الله لهجوم في مناطق مروحين وشيحين والطيبة وطير حرفا بجنوب لبنان".
وختم الجيش بيانه بالقول: "كما هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي عدة مناطق أخرى في جنوب لبنان".
"لن نوقف إطلاق النار على حدود لبنان"
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن تل أبيب لن توقف إطلاق النار على حدود لبنان "حتى ضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
جاء ذلك في لقاء جمع غالانت مع ليكورنو في القدس، الإثنين، في إطار زيارة غير محددة المدة والأجندة يؤديها الأخير إلى تل أبيب.
ونقل موقع "إسرائيل 24" الإخباري (خاص) عن غالانت قوله لنظيره الفرنسي: "حتى لو أوقف حزب الله النار من جانب واحد، إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال (الإسرائيليين) إلى منازلهم بعد تغير الوضع الأمني على الحدود".
وكان عشرات آلاف الاسرائيليين نزحوا من البلدات الشمالية المحاذية لحدود لبنان إلى فنادق وبيوت ضيافة حكومية بمناطق متفرقة بإسرائيل، وذلك إثر مواجهات عسكرية بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" مستمرة منذ 8 أكتوبر/تشرين أول 2023.
وعلى وقع حرب مدمّرة على قطاع غزة، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، توتراً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وإلى جانب قتلى حزب الله منذ بدء المواجهات مع إسرائيل، قُتل 30 مدنياً بينهم 3 أطفال و3 صحفيين، وجندي في الجيش اللبناني، إضافة إلى العناصر الستة من كتائب القسام-فرع لبنان، وفق رصد مراسل الأناضول.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن هجمات حزب الله تسبّبت في مقتل 6 مدنيين إسرائيليين، و10 جنود.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى صباح الإثنين "25 ألفاً و295 شهيداً و63 ألف إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت بـ"دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة