الاحتلال يضاعف القيود على وصول المساعدات! الأمم المتحدة تتهمه بمنع 3 بعثات إنسانية من التوجه لشمال غزة

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/22 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/22 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
إرسال مساعدات إلى غزة/الأناضول

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان له، يوم الإثنين 22 يناير/ انون الثاني 2024، إنّ إسرائيل منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية متجهة إلى شمال قطاع غزة. وعبر حسابه على منصة "إكس" أشار "أوتشا" إلى أن إسرائيل منعت زيادة المساعدات الإنسانية لغزة في أول أسبوعين من عام 2024 رغم الحاجة الماسة لها في القطاع.

وأضاف: "منعت القوات الإسرائيلية وصول ثلاث من أصل أربع بعثات لتقديم المساعدات الإنسانية إلى مناطق في شمال غزة". وفي وقت سابق ذكر المكتب الأممي أن إسرائيل ضاعفت منذ مطلع عام 2024 القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى قطاع غزة في الأسبوعين الأولين من يناير/كانون الثاني 2024.

وقال إنه لم ينجح سوى 7 من أصل 29 بعثة مقررة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة، في الوصول إلى وجهاتها شمال وادي غزة.

أزمة غذاء في قطاع غزة 

يأتي ذلك في الوقت الذي لم يتخيل فيه الفلسطينيون في قطاع غزة أن يمر عليهم يوم لا يجدون فيه ما يأكلونه، حتى أنهم باتوا يطحنون أعلاف الحيوانات لصنع الدقيق منه وإطعام أطفالهم الجياع.

ومنذ أسابيع خلت الأسواق في مدينة غزة وشمال القطاع من دقيق القمح ليتجه المواطنون إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات.

ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 4 أشهر، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية، وفقاً لمصادر محلية وأممية.

غزة
توزيع مساعدات في جنوب قطاع غزة – رويترز

اختفاء الدقيق في غزة 

وفي سوق مخيم جباليا شمال القطاع كانت آمال شعبان تبحث عن دقيق القمح الأبيض لتطعم أطفالها الخمسة، لكنها لم تعثر على ضالتها لتقرر شراء القمح الكامل المطحون.

وتقول شعبان: "لم أجد الدقيق الأبيض فاشتريت رطل (3 كيلو) من دقيق القمح، وهذا مصنوع من قمح رديء للغاية مخصص أصلاً علفاً للحيوانات". وتضيف: "الخبز الذي نصنعه من هذا الدقيق طعمه سيئ للغاية ولا يتقبله الأطفال بأي شكل لكن لم أجد غيره فاشتريته. سأحاول إقناعهم بالأكل منهم".

وتتابع: "أطلب من كل الدول العربية والاتحاد الأوروبي أن يساعدونا للتخلص من هذه المعاناة، لا نجد لقمة واحدة للأطفال الصغار ويجب أن تقف هذه الدول مع الأطفال".

"نأكل الأرز منذ أيام طويلة، والآن سعر الأرز ارتفع 3 أضعاف ولم نعد قادرين على شرائه، ودقيق القمح مفقود ودقيق الذرة والشعير مرتفع الثمن بشكل كبير وطعمه سيئ"، تكمل السيدة الفلسطينية.

والمرأة الفلسطينية آمال مجبرة على شراء 3 كيلوغرامات من الدقيق يومياً بسعر 50 شيكل (نحو 14 دولاراً)، وتشير إلى أنها حالياً دفعت آخر ما تملكه، وبالتالي لن تستطيع غداً شراء أي كمية إضافية من الدقيق.

غزة الاحتلال إسرائيل
فلسطينيون نازحون في قطاع غزة/الأناضول

وتقول: "احنا تعبنا من المعاناة، نحتاج من الدول أن تقف معنا وقفة قوية، فقد دمرت بيوتنا ومات أولادنا وإخوتنا وأهلنا". وتضيف: "الناس جاعت وبدأت تبيع أثاث منازلها حتى تستطيع شراء الطعام للأطفال".

البحث عن طعام

أما عبد الرحيم الجربي، فكان هو الآخر يبحث عن طعام بسوق مخيم جباليا، وذلك بعد أن نفدت كل كميات الدقيق لديه ويقول الجربي: "لم نعد نفهم شيئاً، نتجول طوال الليل والنهار بحثاً عن دقيق يكفينا ليوم واحد فقط، ولا نجد".

"لا نعرف ماذا نأكل، رطل الدقيق وصل سعره من 50 إلى 60 شيكل (13 إلى 15 دولاراً)، ولا ندري من أين سنحضر كل هذه الأموال لنشتري الطعام لأطفالنا"، يكمل الرجل.

ويعيش الرجل الفلسطيني "مأساة على جميع الأصعدة، فلا طعام ولا نوم جيداً بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، ولا مياه صالحة للشرب"، كما يقول.

وتأكل أسرة الجربي المكونة من 7 أفراد، ما تنجح في الحصول عليه من خبز يومياً مع الشاي فقط.

غياب المياه الصالحة للشرب

بائع البرتقال خالد عبد النبي هو الآخر يواجه ذات المشكلة، فقد بدأ يجمع طعام الحيوانات ليأكله ويطعم أفراد أسرته.

يقول عبد النبي: "هذه ليست حياة، أنا أحصل على 20 شيكل يومياً (نحو 7 دولارات) وهذا المبلغ لا يكفي لشراء نصف رطل (1.5 كيلو من الدقيق)، الوضع صعب بدنا (نريد) دقيق وطعام ومياه مثل البشر".

ويضيف: "لديّ طفل وطفلة مش قادر أطعمهم. حياتنا سيئة للغاية، نريد أن نعيش حياة كريمة".

نزوح عائلات فلسطينية من شمال قطاع غزة باتجاه الجنوب/الأناضول

الفلسطيني محمد حمادة، صاحب مطحنة للحبوب بمخيم جباليا، يؤكد نفاد الدقيق الأبيض من الأسواق بشكل كامل. ويقول حمادة: "الموجود في السوق حالياً دقيق الذرة فقط".

ويشير إلى أنهم كانوا يطحنون الأرز، ولكن بسبب ارتفاع أسعاره توقفوا عن ذلك وبدأوا بصنع الدقيق من الذرة وحبوب الشعير المخصص لأعلاف الحيوانات.

جدير بالذكر أنه في 13 يناير/كانون الثاني 2024 قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن "الموت يهدد نحو 800 ألف نسمة في محافظتي غزة والشمال بسبب استمرار سياسة التجويع والتعطيش التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحقهم".

وذكر المكتب في بيان أن المحافظتين "بحاجة إلى ألف و300 شاحنة غذاء يومياً للخروج من حالة الجوع، بواقع 600 شاحنة للشمال و700 لغزة". وحذر المكتب الإعلامي من مساعي جيش الاحتلال الإسرائيلي "المتعمدة والمقصودة لإيقاع مجاعة حقيقية في غزة والشمال".

في حين تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إغلاق المعابر الواصلة بين غزة والعالم الخارجي، بينما يتم فتح معبر رفح جزئياً لدخول مساعدات محدودة وخروج عشرات المرضى والمصابين وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.

غزة المجاعة الاحتلال
أطفال نازحون في غزة/ رويترز
تحميل المزيد