ظهرت خلافاتٌ بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية بعد حرب إسرائيل مع حماس إلى العلن في الأيام الأخيرة، مما يهدد بإحداث صدع أعمق بين إسرائيل وأكبر حلفائها، وذلك حسبما قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية في تقريرها يوم الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2024.
وفي بيان صدر السبت، قال نتنياهو إنه يجب على إسرائيل الحفاظ على سيطرتها الأمنية على المناطق الواقعة غرب نهر الأردن، والتي تشمل إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وأضاف أن مثل هذا السيناريو حيوي لمنع الهجمات ضد إسرائيل وسيكون "مخالفاً لإقامة دولة فلسطينية".
خلافات بين نتنياهو وبايدن
يخلق موقف نتنياهو احتكاكات مع إدارة بايدن، التي ترى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل خطوةً ضرورية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي يوم الجمعة، بعد أول محادثة هاتفية له مع نتنياهو منذ ما يقرب من شهر، قال بايدن في تصريحات علنية إن حل الدولتين ممكن، بينما لا يزال نتنياهو في السلطة، رغم معارضة الزعيم الإسرائيلي العلنية للفكرة.
وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر على حماس وإسرائيل للانخراط في عملية دبلوماسية تبدأ بالإفراج عن الأسرى وتؤدي في النهاية إلى انسحاب إسرائيل من القطاع وإنهاء الحرب.
ولم يوافق أي من الطرفين على شروط الاقتراح الجديد، لكن الأشخاص الذين اطلعوا على المحادثات قالوا إن إسرائيل وحماس على الأقل على استعداد للمشاركة في المناقشات مرة أخرى.
في الوقت نفسه، زعم تقرير أمريكي سري أن القوات الإسرائيلية قتلت ما بين 20% إلى 30% من مقاتلي حماس، وهي حصيلة لا ترقى حتى الآن إلى هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الجماعة. ووجد التقرير أيضاً أن حماس لا تزال تمتلك ما يكفي من الأسلحة لضرب إسرائيل والقوات الإسرائيلية في غزة لعدة أشهر.
خلاف حول حل الدولتين في إسرائيل
في إسرائيل، أصبح حل الدولتين، الذي كان يحظى بتأييد غالبية السكان في السابق، لا يحظى الآن بشعبية كبيرة في أعقاب هجوم حماس على البلاد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتعارض أغلبية كبيرة من الفلسطينيين الآن حل الدولتين.
إن الضغوط الأمريكية على نتنياهو لدعم حل الدولتين تضعه في مأزق سياسي. ومع معارضة معظم حلفائه المحافظين واليمين المتطرف بشدة لقيام دولة فلسطينية، فإن دعم حل الدولتين يمكن أن ينهي مسيرته السياسية.
لكن في الوقت نفسه، تنظر إدارة بايدن إلى إنشاء دولة فلسطينية باعتباره خطوة ضرورية لوقف دائرة العنف الإسرائيلي الفلسطيني وتجديد عملية التطبيع الدبلوماسي بين إسرائيل والدول ذات الأغلبية المسلمة، وخاصة المملكة السعودية.
ضغوط داخلية على بايدن
تزايدت الضغوط الداخلية على بايدن للمساعدة في إيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة.
وهناك أيضاً ضغوط على بايدن على المدى القريب لإقناع نتنياهو بالموافقة على الأقل من حيث المبدأ على إقامة دولة فلسطينية.
وتريد إدارة بايدن وإسرائيل تشكيل تحالف دولي، يضم دولاً عربية، للإشراف مؤقتاً على غزة بعد الحرب. لكن الدول التي من المحتمل أن تشارك في مثل هذا التحالف، مثل الإمارات والمملكة السعودية، تقول إنها لن تشارك إلا إذا وافقت إسرائيل على مسار يؤدي إلى حل الدولتين.