ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، أن الحكومة تدرس تسليم قذائف مدفعية لإسرائيل لدعمها في قتالها حركة حماس الفلسطينية. وأفاد التقرير بأن الإدارات المعنية وافقت بالفعل من حيث المبدأ على تلبية طلب الحكومة الإسرائيلية.
صحيفة "دير شبيغل" الألمانية قالت، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها، إن إسرائيل طلبت من ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 الموافقة على توفير 10 آلاف قذيفة مدفعية دقيقة التوجيه من عيار 120ملم، والتي تصنعها الشركة الألمانية Rheinmetall.
طلب إسرائيلي للحصول على أسلحة من ألمانيا وأمريكا
قالت الصحيفة إن الجانبين اتفقا على التزام الصمت بشأن هذه العملية، على اعتبار أن تل أبيب لا تريد السماح "باستخلاص أي استنتاجات بشأن قدراتها العسكرية".
وفي الفترة ذاتها، قدمت إسرائيل طلباً مماثلاً للولايات المتحدة وشركائها الآخرين، ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تسليم 14 ألف قذيفة مدفعية للدبابات بقيمة نحو 106 ملايين دولار في بداية ديسمبر/كانون الأول، متجاوزاً الكونغرس.
وأشارت "دير شبيغل"، إلى أن العمل متواصل في الحكومة الألمانية، لتنفيذ الصفقة بعد الحصول على الموافقات الضرورية، حيث يتم النظر في استخدام مخزونات الجيش الألماني، بالنظر إلى أن الشركة المصنعة لا تستطيع تلبية الطلب على الفور، على أن تقوم الحكومة بإعادة ملء مستودعات الجيش من إنتاج المصنعين في فترة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر.
دعم ألمانيا اللامشروط لإسرائيل
قالت "دير شبيغل" إن برلين وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، إذ تحاول الموازنة بين إظهار دعمها اللا مشروط لإسرائيل من ناحية، ومن ناحية أخرى، ما تقول إنه "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، والتحذير من أن إسرائيل يجب أن تلتزم بالقوانين الدولية، وأن تعمل بشكل أكبر على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعانون في القطاع المحاصر.
وأعربت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ونائب المستشار الألماني روبرت هابيك عن مخاوف في الأسابيع الأخيرة بشأن ما إذا كان سلوك إسرائيل في غزة مناسباً أم لا.
وقالت الوزيرة لصحفيين في ختام محادثات مع نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قبل أيام: "لا يمكن أن تستمر معاناة هذا العدد الكبير من الأشخاص. نحتاج إلى إدارة أقل حدةً للعمليات".
وأضافت: "يتضح يوماً بعد يوم أن الجيش الإسرائيلي ينبغي أن يبذل المزيد لحماية المدنيين في غزة. ويجب أن توجد سبل لمحاربة حماس من دون أن يعاني الكثير من الفلسطينيين"، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من هذه "الانتقادات الحذرة"، فإن برلين "لا تريد أن تترك أي مجال للشك" في أنها تدعم إسرائيل بكل الوسائل الممكنة.
ألمانيا تدرس التدخل ضد الحوثيين
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا وشركاءها في الاتحاد الأوروبي يدرسون ما إذا كان بإمكانهم القيام بمهمة بحرية جديدة لحماية السفن التجارية المعرضة لخطر الهجوم في البحر الأحمر.
وقال المتحدث: "الحكومة الألمانية مستعدة لذلك. من المهم أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على التصرف بأسرع ما يمكن في ظل الهجمات المستمرة". مضيفاً أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة بعد.
وهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران عشرات السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، رداً على الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة، والتي أعقبت الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
حارس الازدهار يتصدى للحوثيين
تقود الولايات المتحدة قوة بحرية جديدة، تُعرف باسم عملية (حارس الازدهار) للتصدي لهجمات الحوثيين في اليمن، لكن بعض الحلفاء يترددون في الانضمام للمهمة.
وذكر المتحدث أن ألمانيا تواصل دراسة مسألة المشاركة المحتملة في المهمة التي تقودها الولايات المتحدة. وأضاف أن هناك أيضاً محادثات في بروكسل حول تمديد مهمة الاتحاد الأوروبي الحالية لمكافحة القرصنة (أتالانتا) والتي تهدف لحماية الشحن في البحر الأحمر، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز كان قد سبق أن قال إنه مستعد لبحث تشكيل مهمة مختلفة لمعالجة المشكلة، بعد أن عارضت إسبانيا توسيع (أتالانتا) والانضمام إلى قوة المهام التي تقودها الولايات المتحدة.