باكستان تكشف مقتل طفلين جراء قصف إيراني داخل أراضيها.. احتجت على ما حدث واستدعت القائم بالأعمال الإيراني

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/16 الساعة 21:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/16 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف/ الأناضول

أعلنت باكستان، مساء الثلاثاء، 16 يناير/كانون الثاني 2024 أن قصفاً إيرانياً داخل أراضيها أودى بحياة طفلين، محذرة من "عواقب وخيمة"؛ رداً على انتهاك سيادتها. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، إن غارة إيرانية أسفرت عن مقتل "طفلين بريئين، وإصابة ثلاث فتيات".

وأضافت أنها "تدين بشدة الهجوم" الإيراني في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وحذرت من أن "هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول على الإطلاق، ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة".

باكستان تستدعي القائم بالأعمال الإيراني 

في الوقت نفسه، وحسبما ذكرت وكالة رويترز الإخبارية فإن وزارة الخارجية الباكستانية قالت إنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني إلى مقر الوزارة وقدمت احتجاجاً قوياً إلى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية.

كانت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية للأنباء قد أعلنت الثلاثاء، 16 يناير/كانون الثاني 2024، أن طهران استهدفت مقرين لجماعة "جيش العدل" المسلحة في الأراضي الباكستانية، وذكرت أن "صواريخ ومسيرات استخدمت في الهجوم"، وتم تدمير مقرين لجيش العدل البلوشي الإيراني المعارض دون ذكر تفاصيل أكثر.

ولم يرد على الفور أي تعليق رسمي من السلطات في باكستان على تلك الأنباء، كما لم تعلن الجماعة على الفور تعرضها لأي قصف.

في حين أفادت وكالة أنباء تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني أنه تم إطلاق صواريخ على بلوشستان الباكستانية وتم تدمير مقرين لجيش العدل البلوشي الإيراني المعارض. وبحسب التقارير الرسمية، فإن مقرات جيش العدل تعرضت للقصف والتدمير بالصواريخ والطائرات المسيرة.

كذلك فقد ذكرت قناة "رصد بلوشستان" أن الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني استهدف قرية قريبة من الحدود الإيرانية الباكستانية. وبحسب "رصد بلوشستان"، أطلق الحرس الثوري الإيراني قبل ساعات قليلة عدة صواريخ على منازل سكنية في قرية على الحدود الإيرانية الباكستانية. ولا توجد معلومات عن وقوع الضحايا في هذا الهجوم.

إيران تقصف منطقة بلوشستان في باكستان

في الوقت نفسه، ذكرت قناة "صابرين نيوز" الفارسية القريبة من الحرس الثوري الإيراني، أن المنطقة المستهدفة هي منطقة تسمى كوه سبز في ولاية بلوشستان الباكستانية، حيث يقع أحد أكبر مقرات لجماعة جيش العدل.

جدير بالذكر أن جماعة "جيش العدل" المعارضة المصنفة في إيران على أنها "منظمة إرهابية"، تنشط على الحدود الإيرانية – الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر. وزادت عمليات المجموعة خلال السنوات الأخيرة.

وقد سبق أن قُتل ضابط إيراني في هجوم مسلح استهدف مقر الشرطة الإيرانية في قضاء راسك الواقع في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، وذلك في يناير/كانون الثاني 2024.

في حين أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية المحافظة حينها بأن جماعة "جيش العدل" قد تبنَّت مسؤولية الهجوم على مقر الشرطة في قرية بيدلد في قضاء راسك ونفذت المنظمة أيضاً هجوماً على مقر قيادة قوات الشرطة في مدينة راسك، أدى إلى مقتل 12 شرطياً وإصابة 7 آخرين.

إيران

ومن أبرز عمليات "جيش العدل" أيضاً، قتل 14 شخصاً من قوات حرس الحدود الإيرانية عام 2013، واختطاف 17 آخرين عامي 2013 و2019، ومهاجمة حافلة كانت تقل قوات لـ"الحرس الثوري" الإيراني، في مارس/آذار 2019، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى عمليات أخرى.

جيش العدل يقاتل إيران 

تقول جماعة "جيش العدل" إنها تقاتل إيران من أجل استقلال محافظة سيستان وبلوشستان، والمزيد من الحقوق للشعب البلوشي الذي يمثل المجموعة العرقية الرئيسية في المحافظة. وشنت الجماعة عدة هجمات ضد قوات أمن إيرانية منذ تأسيسها.

في المقابل تصنف إيران هذا التنظيم الذي تطلق عليه تسمية "جيش الظلم" جماعة إرهابية، وتقول إنه يتلقى دعماً من الولايات المتحدة وإسرائيل عدوتيها اللدودتين، ومن السعودية والإمارات كذلك.

مسلحون يتبعون جيش العدل البلوشي الإيراني

وتقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران وقد شهدت اضطرابات كبيرة خلال التظاهرات التي اجتاحت إيران سبتمبر/أيلول 2022، احتجاجاً على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل شرطة "الأخلاق"، واستمرت حتى مطلع 2023. وتحوّل الكثير من التظاهرات إلى اشتباكات دامية سقط فيها عشرات الضحايا.