أظهر استطلاع صادر عن معهد Jewish People Policy، بعنوان "مؤشر المجتمع الإسرائيلي الشهري"، أنَّ الإدارة الأمريكية والمدنيين الإسرائيليين على خلاف. وتتنبأ نتائج الاستطلاع بمزيد من الانقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن التنسيق والتعاون.
وبحسب الاستطلاع فإن هناك إجماعاً محدوداً بين الإسرائيليين حول الشكل الذي ينبغي أن تبدو عليه غزة بعد الحرب، إذ يوافق 5% فقط على الاقتراح الأمريكي بأن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة بالاشتراك مع قيادات فلسطينية أخرى.
أما بين المجموعة نفسها، فإنَّ 36% يعتقدون أنَّ على إسرائيل فرض سيطرتها على قطاع غزة بأكمله، و26% يؤيدون إعادة إعمار مستوطنات غوش قطيف داخل غزة، بحسب ما ذكرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
ومن بين الناخبين الإسرائيليين المؤيدين للمعارضة، يريد 9% فقط إعطاء السلطة الفلسطينية دوراً في غزة بعد انتهاء الحرب، فيما يريد 51% من الناخبين المؤيدين للائتلاف الحكومي إعادة بناء مستوطنات غوش قطيف، بينما يوافق على ذلك 3% من أنصار المعارضة.
وأظهرت النتائج أيضاً أنَّ 44% فقط من الإسرائيليين مستعدون لمنح الفلسطينيين أي شكل من أشكال السيطرة. أما بين مؤيدي المعارضة فإنَّ 39% يؤيدون الحكم الذاتي الفلسطيني، لكن ليس في أيدي حماس أو السلطة الفلسطينية.
وبين مؤيدي الائتلاف الحاكم 18% يوافقون على ذلك، بينما يفضل آخرون سلطة قومية قوية، إذا لم تفرض إسرائيل كامل سيطرتها.
فتح جبهة ثانية ضد حزب الله
يشير الاستطلاع أيضاً إلى أنَّ 44% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أنَّ على حكومتهم فتح جبهة قتال ثانية ضد حزب الله في أقرب وقت ممكن، على عكس موقف الإدارة الأمريكية الذي يهدف إلى منع مواجهة أوسع مع حزب الله، ووسط مؤيدي الائتلاف الحكومي ترتفع هذه النسبة إلى 60%.
وفي الأسابيع الأخيرة أعلن الأمريكيون معارضتهم للحرب ضد حزب الله في هذا الوقت، ويحاولون الترويج لحل في غزة يتضمن سلطة فلسطينية "مُحدَّثة"؛ من أجل خلق أفق سياسي للسلام.
وعلَّقت البروفيسورة يديديا ستيرن، رئيسة معهد Jewish People Policy، على نتائج الاستطلاع قائلة: "إنَّ الولايات المتحدة هي صديق مقرب لإسرائيل، وبدون دعمها ستجد إسرائيل نفسها في وضع غير مواتٍ. ومع ذلك، كما هو الحال بين الأصدقاء، فمن الملائم للأمريكيين الاستماع إلى الأصوات القادمة من إسرائيل، ويجب تنفيذ العمليات، سواء في الشمال (على الحدود مع جنوب لبنان) أو في غزة، وتعزيزها من خلال الاتفاق. ويمكن لليهود الأمريكيين أيضاً أن يسهموا بدور مهم في هذا".
ويختلف موقف فلسطينيي الداخل كثيراً عن الموقف الإسرائيلي، ففيما يتعلق بالحدود الشمالية فإنَّ 44% من فلسطينيي الداخل يفضلون اتفاقاً مدعوماً دولياً لحل الأزمة. وتتفق هذه المجموعة مع 34% من الإسرائيليين المُستطلَعة آراؤهم. ويعتقد 8% فقط من فلسطينيي الداخل المُستطلَعة آراؤهم أنَّ إسرائيل يجب أن تخوض حرباً في الشمال.
بينما عدد قليل من الإسرائيليين، ومن بينهم فلسطينيو الداخل (17%)، يؤيدون إنهاء الحرب في غزة، وينتظرون فرصةً مستقبليةً لضرب حزب الله.
وأُجرِي هذا الاستطلاع بمشاركة 700 إسرائيلي يهودي و200 من فلسطينيي الداخل.