نقلت صحيفة "The New York Times" الأمريكية، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، عن مسؤولين أمريكيين، أنَّ الضربات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن، يومي الخميس والجمعة، 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري، لم تؤثر على القدرات الهجومية للجماعة.
المسؤولان الأمريكيان أكدا أن الضربات الجوية على مواقع الحوثيين أحدثت أضراراً بنحو 90%، لكن الجماعة لا تزال تحتفظ بنحو ثلاثة أرباع قدرتها على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر.
وتمثل تقديرات الأضرار هذه أول تقييمات تفصيلية للضربات التي شنتها الطائرات والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية، ضد ما يقرب من 30 موقعاً في اليمن، وتكشف عن التحديات الخطيرة التي تواجه إدارة جو بايدن وحلفائها في سعيهم لردع الحوثيين المدعومين من إيران عن الانتقام، وتأمين طرق الشحن الحيوية بين أوروبا وآسيا، واحتواء انتشار الصراع في المنطقة.
اللفتنانت جنرال (فريق) دوغلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة للجيش، قال الجمعة الماضية، إنَّ الضربات حققت هدفها المتمثل في الإضرار بقدرة الحوثيين على شن الهجمات المعقدة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، التي نفذوها يوم الثلاثاء 9 يناير/كانون الثاني الجاري.
المخابرات لم تجمع معلومات كافية عن مواقع الحوثيين
لكن المسؤولين الأمريكيين حذرا من أنه حتى بعد ضرب أكثر من 60 هدفاً لصواريخ وطائرات بدون طيار بأكثر من 150 ذخيرة مُوجَّهة بدقة، لم تتسبب الضربات إلا بأضرار أو دمار في نحو 20 إلى 30% فقط من إجمالي القدرات الهجومية التي يمتلكها الحوثيون، ومعظم هذه الصواريخ الحوثية يمكن تثبيتها على منصات متنقلة ونقلها وإخفاؤها بسهولة.
ثبت أنَّ العثور على أهداف الحوثيين أصعب مما كان متوقعاً، وأوضح المسؤولون أنَّ وكالات المخابرات الأمريكية والغربية الأخرى لم تُنفِق وقتاً ولا موارد كبيرة في السنوات الأخيرة، لجمع بيانات حول موقع الدفاعات الجوية للحوثيين، ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة ومرافق التخزين والإنتاج للطائرات بدون طيار والصواريخ.
وتضامناً مع الفلسطينيين في غزة، يواصل الحوثيون مهاجمة السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر، وقالوا إنهم سيستمرون حتى تنسحب "إسرائيل". وقال المسؤولون إنَّ المحللين الأمريكيين يسارعون إلى متابعة وفهرسة المزيد من الأهداف المحتملة للحوثيين كل يوم.
مسؤولون عسكريون قالوا إنَّ القصف الجوي والبحري ليلة الخميس، 11 يناير/كانون الثاني، يوضح هذا النهج، فقد أصابت الموجة الأولى من الضربات التي قادتها الولايات المتحدة 60 هدفاً مخططاً مسبقاً في 16 موقعاً بأكثر من 100 قنبلة وصاروخ مُوجَّه بدقة. وبعد نحو 30 إلى 60 دقيقة، نُفِّذَت موجة ثانية من الضربات ضد 12 هدفاً آخر، حددها المحللون على أنها تشكل تهديداً على الطائرات والسفن.
رجّح أحد المسؤولين الأمريكيين أنَّ ضرب الأهداف المُحدَّدة في غضون مهلة قصيرة- وهي ممارسة يسميها الجيش الاستهداف الديناميكي- هو جزء مهم من أية ضربات إضافية قد يوجه الرئيس بايدن بتنفيذها.
مسؤول كبير بوزارة الدفاع، قال يوم السبت 13 يناير/كانون الثاني، إنَّ الضربة الصاروخية الأمريكية بصاروخ "توماهوك" طويل المدى، على منشأة رادار في اليمن، يوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني، كانت "هجوم إعادة" لهدف قُصِف أصلاً بوابل صواريخ، يوم الخميس 11 يناير/كانون الثاني، لكنه لم يُدمَّر بشكل كافٍ.
كما أشار مسؤولون عسكريون أمريكيون آخرون إلى احتمال شنِّ هجمات إضافية في الوقت الذي يُراجع فيه المحللون الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية التي وقعت ليلة الخميس، 11 يناير/كانون الثاني.
رغم خطابهم الناري وتعهداتهم بالانتقام، فإنَّ الرد العسكري للحوثيين على هجوم ليلة الخميس كان خافتاً حتى الآن؛ إذ أسقطوا صاروخاً واحداً فقط مضاداً للسفن في البحر الأحمر، بعيداً عن أية سفينة عابرة، ولم يُحدث أي ضرر، حسبما قال اللفتنانت جنرال سيمز، الجمعة 12 يناير/كانون الثاني.
لكن اللفتنانت جنرال والمسؤولين الأمريكيين قالوا إنهم مستعدون لهجوم انتقامي من الحوثيين، بمجرد أن يحددوا مقدار القوة النارية المتبقية لديهم، ويستقروا على خطة الهجوم.