كشف تحقيق لموقع Walla الإسرائيلي، عن إخفاق القوات الجوية بجيش الاحتلال، خلال إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أن الأمر استغرق ساعات لتدرك القوات كامل نطاق الهجوم.
التحقيق الذي استند إلى شهادات جديدة من القوات الجوية الإسرائيلية، تحدث عن "ثغرات خطيرة" عانى منها جيش الاحتلال في ذلك اليوم، وأنه استغرق ساعات لإدراك كامل نطاق الهجوم الدموي على مستوطنات غرب النقب والمواقع العسكرية القريبة من السياج.
وقال التحقيق، نقلاً عن ضابط في القوات البرية إن "القوات الجوية كانت منشغلةً بالاستعداد للحرب مع إيران، بينما جاءت إيران إلينا بخطوات عملاقة دون أن يدرك أحد حجم الحدث"، على حد قوله.
"أدركوا ما حدث بعد فوات الأوان"
في إحدى تلك الشهادات، قال طيارو الاحتياط إن طائرتين نفاثتين انطلقتا من قاعدة حتسريم الجوية بمجرد بدء إطلاق الصواريخ في الساعة 06:28 صباحاً، وتلقى كلا الطيارين الحربيين الأوامر بتنفيذ دورية حول حقل غاز تمار كجزءٍ من الإجراءات المعتادة، وذلك خشية تعرضه للقصف بطائرةٍ مسيّرة في وقت إطلاق الصواريخ.
ونفذ الطياران دوريةً جوية لنحو ساعةٍ كاملة دون أن يعرفا أي تفاصيل عما يحدث على الأرض، لأن مركز مراقبة القوات الجوية لم يخبرهما بشيء.
واتضح لاحقاً أن فرقة غزة والقيادة الجنوبية واجهتا صعوبةً في تكوين صورةٍ كاملة عن الفظائع التي جرت حينها، وفق الموقع.
عند اكتشاف التفاصيل بعد عودة الطائرتين المقاتلتين إلى الأرض، أُصيب السرب بالذهول، حيث نقل الموقع عن مصادر بجيش الاحتلال: "لقد أدركوا ما حدث بعد فوات الأوان. لقد كانت هذه صدمة استخباراتية كاملة للجيش الإسرائيلي. ولم يُخطِر أحد القوات الجوية بوجود حدث غير عادي. لقد استيقظت القوات بأكملها على كابوس واستغرقت وقتاً طويلاً لاستيعاب حجم الحدث".
المروحيات لا تدرك ما يجري على الأرض
في الوقت ذاته، انطلقت مروحيتان قتاليتان من قاعدة رمات ديفيد بعد وصول المعلومات الأولية من الميدان عن الوضع البائس لفرقة غزة، وطلبات المساعدة المتكررة، لكن إقلاع المروحيات ووصولها إلى منطقة فرقة غزة استغرق بعض الوقت بناءً على مستوى التأهب المحدد مسبقاً.
وأفاد مسؤولون بجيش الاحتلال، أن المروحيات "استغرقت بعض الوقت لفهم الصورة كاملة بعد وصولها، والتمييز بين قوات الجيش وعناصر المقاومة، وفهم ما يحدث في المستوطنات، ومعرفة ما هو مسموح بفعله وما ليس مسموحاً، وتحديد من يجب إطلاق النار عليه ومن لا يجب استهدافه"، وفق التحقيق.
من جانب آخر، انتقد التحقيق قراراً سابقاً للقيادة العليا لجيش الاحتلال، رأى أنه قد أثّر على وضع القوات الجوية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حينما قررت قيادة الجيش قبل سنوات التخلص من سرب "باتان" والاكتفاء بسرب مروحيات أباتشي "شارف" القتالية في قرارٍ "غير عقلاني".
وجاء ذلك القرار أملاً في أن حدة التهديدات ستتراجع بمرور الوقت، وأن الطائرات المسيّرة المسلحة ستضيّق الفجوة، وفق التحقيق ذاته.
لكن القيادة العامة لجيش الاحتلال تلقت ضربةً بعد التحقيقات في المساهمة الفريدة التي لا غنى عنها للمروحيات القتالية خلال الأسابيع الأولى من الحرب على الجبهة الجنوبية، ومع إطلاق العملية البرية ثم العمليات في جنوب لبنان.