كشف 4 مسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات استخبارية ذات صلة، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تقدر أن هناك خطراً متزايداً بأن يشنَّ مقاتلون من حزب الله اللبناني هجمات على أمريكيين في الشرق الأوسط، وربما داخل الولايات المتحدة.
وقال المسؤولون الأمريكيون، حسب ما نشره موقع Politico الأمريكي، إن التقديرات الاستخبارية ترجح أن يستهدف حزب الله في البداية قوات أمريكية في الشرق الأوسط. كما أضاف اثنان من المسؤولين أن وكالات الاستخبارات الأمريكية جمعت بيانات عن حزب الله تشير إلى أنه ربما يفكر في شن هجمات على القوات الأمريكية أو موظفين دبلوماسيين في الخارج.
المخابرات الأمريكية تتوقع هجمات لحزب الله
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن التقديرات الاستخبارية تذهب إلى أن احتمال شن هجمات على الأراضي الأمريكية سيتزايد مع تصاعد التوترات في المنطقة. وقال أحد المسؤولين: "يمكن لحزب الله أن يستغل قدراته لزرع أفراد تابعين له في أماكن معينة، وتنفيذ شيء ما"، و"هذا أمر يدعو للقلق".
ورفض المسؤولون الأمريكيون تقديم تفاصيل معينة عن الهجمات التي يزعمون أن حزب الله قد يشنها على الولايات المتحدة، لكنهم قالوا إن الحزب لديه قدرات لا تحوزها أي جماعة أخرى في المنطقة.
وقال المسؤولون إن أفراداً ممن تأثروا بأفكار تنظيم الدولة "داعش" وتنظيم القاعدة -ولكنهم ليسوا منتمين انتماء مباشراً إلى تلك الجماعات- نفذوا هجمات منفردة في الولايات المتحدة وأوروبا. أما حزب الله، فلديه شبكة دولية واسعة تُتيح له استخدام أفراد منتمين له في تنفيذ هجوم في الولايات المتحدة.
وإن وقعت هذه الهجمات التي تزعم المصادر الأمريكية احتمال وقوعها، فإن ذلك الأمر ينطوي على انتكاسة لمساعي إدارة بايدن التي تقول إنها تعمل جاهدة على الحيلولة دون توسع حرب الاحتلال الإسرائيلية في غزة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، وتسعى إلى إبعاد القوات الأمريكية عن المعركة. كما أن ذلك الأمر سيعيد واشنطن إلى الانشغال الكثيف بالشرق الأوسط في وقت تحاول فيه تركيز موارد أمنها القومي على مواجهة الصين وروسيا.
فيما رفض مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب التعليق على هذه المزاعم.
لكنّ مسؤولين بارزين في إدارة بايدن صرَّحوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول بأن تقديرات الإدارة الأمريكية تشير إلى أن طهران ووكلاءها لا يسعون إلى حرب إقليمية أوسع ولا يريدون مواجهة مع الولايات المتحدة.
هجمات على قواعد أمريكية
تعرضت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بالفعل لهجمات شنتها مجموعات يُقال إنها تعمل بالوكالة لإيران، حيث شنت هذه المجموعات ما لا يقل عن 127 هجوماً على القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول. وردَّت الولايات المتحدة على هذه الهجمات عدة مرات، وقتلت قيادياً بارزاً في هذه المجموعات في غارة بطائرة مسيَّرة شنَّتها على موقع في بغداد في 4 يناير/كانون الثاني.
ولا يُعرف قدر التنسيق القائم بين حزب الله وهذه الجماعات، ولا مدى انتظامه، إلا أن مسؤولين بارزين في الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أن الحزب لديه الأهداف ذاتها التي تسعى إليها هذه المجموعات، وهي تقويض مصالح الجيش الأمريكي في المنطقة والبحث عن فرص للهجوم على القوات الأمريكية.
وعلى الرغم من أن حزب الله تجنَّب حتى الآن شنَّ هجمات كبيرة على إسرائيل والقوات الأمريكية منذ بدء الصراع الحالي، فإن الحزب لديه سوابق في استهداف الأمريكيين والمصالح الأمريكية في الخارج. وقد زُعم في عام 2011 وعام 2012 أن اثنين من عملاء الحزب المقيمين في الولايات المتحدة راقبا أهدافاً أمريكية وإسرائيلية في بنما، وكذلك في مدينة نيويورك.
وقال مسؤول أمريكي إن وزارة الخارجية عززت إجراءات الأمن في السفارة الأمريكية في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة لمنع أي هجوم على الدبلوماسيين المقيمين هناك.