أثارت واقعة إدخال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، المستشفى قبل أيام دون إبلاغ أحد، انتقادات واسعة في الأوساط الأمريكية، وقال مسؤولون إن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن والبنتاغون والكونغرس، لم يكونوا على علم لعدة أيام.
وأمس السبت، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، نقل أوستن إلى المستشفى يوم الأول من يناير/كانون الثاني 2024، موضحةً أن حالته الصحية جيدة حالياً، وسط انتقادات إعلامية لتأخر الاعلان.
وأوضح الناطق باسم البنتاغون بات رايدر، أنّ نقل أوستن إلى المستشفى جاء بسبب مضاعفات ظهرت بعد إجرائه عملية جراحية (لم يذكر توقيت إجرائها)، مشيراً إلى أن حالته الصحية جيدة وتتجه إلى التحسن، مبيناً أنهم ينتظرون عودته لمواصلة عمله.
اقرأ أيضاً
متى علم بايدن بمرض أوستن؟
وقال مسؤول أمريكي، إن بايدن تم إبلاغه مساء الخميس فقط، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي لا يزال يحتفظ بثقته بأوستن. وذكر مسؤول ثان أن بايدن وأوستن تحدثا معاً مساء أمس السبت، وفقاً لوكالة رويترز.
ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس" عن مسؤولين، أن البنتاغون لم يبلغ مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أو كبير مستشاريه جيك سوليفان، بدخول أوستن إلى المستشفى، حتى يوم الخميس.
وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن إخفاء دخول أوستن إلى المستشفى لعدة أيام يعكس افتقاراً مذهلاً إلى الشفافية بشأن مرضه ومدى خطورته، مضيفةً أن هذه السرية تأتي في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من عدد لا يحصى من أزمات الأمن القومي.
اقرأ أيضاً
أوستن يتحمل المسؤولية الكاملة.. قادة البنتاغون لم يكونوا على علم!
وقال أوستن في بيان له، السبت، إنه يتحمل "المسؤولية الكاملة" عن السرية التي أحاطت ببقائه في المستشفى لمدة أسبوع، بسبب حالته الطبية التي لم يكشف عنها.
وأوستن هو التالي لبايدن مباشرة على قمة التسلسل القيادي للجيش الأمريكي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحاً في أي لحظة؛ للتعامل مع أي شكل من أشكال أزمات الأمن القومي، ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى تم تفويض مهامه إلى نائبته كاثلين هيكس، أو ما إذا كان شارك في أي قرارات مهمة أثناء غيابه.
لكن وكالة "أسوشيتيد برس" نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن العديد من قادة البنتاغون لم يكونوا أيضاً على علم بوجود أوستن في المستشفى حتى يوم الجمعة الماضية.
وقال عدد من المسؤولين الأمريكيين يوم السبت، إن العديد من كبار قادة الخدمة في البنتاغون لم يكونوا على علم حتى يوم الجمعة بوجود أوستن في المستشفى. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم؛ لمناقشة المحادثات الخاصة. وكانت صحيفة بوليتيكو أول من أبلغ عن علم البيت الأبيض بحالته يوم الخميس.
وكانت صحيفة "بوليتيكو"، الأولى بين وسائل إعلام أمريكية عدة، كشفت أن أوستن أمضى ثلاثة أيام في المستشفى قبل أن يقوم مسؤولون في البنتاغون بإبلاغ جايك ساليفان، ومسؤولين بارزين في البيت الأبيض بهذا الأمر.
وأشارت الصحيفة الى أن ساليفان قام على أثر ذلك بإبلاغ بايدن بالأمر، وكشفت أن الكونغرس أبلِغ بإدخال أوستن المستشفى قبل 15 دقيقة فقط من صدور البيان الرسمي بشأن ذلك الجمعة.
انتقادات واسعة ومطالب بتقديم إيضاحات
واتهم السيناتور روجر ويكر، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الوزارة بالتقاعس عن إبلاغ الكونغرس على الفور مثل هذا الأمر وفقا للقانون.
وطالب السيناتور توم كوتون، العضو بلجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس، بتقديم إيضاحات.
وقال في بيان، السبت: "وزير الدفاع هو الحلقة الأساسية في سلسلة القيادة بين الرئيس والقوى العسكرية، بما يشمل سلسلة القيادة النووية، حيث يتوجب اتخاذ أكثر القرارات ثقلاً خلال دقائق. إذا صحت هذه التقارير، يجب أن تكون ثمة عواقب لهذا الانهيار الصادم".
وأثارت جمعية المراسلين الصحفيين المكلفين تغطية البنتاغون "مخاوف جدية" بشأن محاولة تستّر محتملة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وقالت في رسالة موجهة إلى المتحدث باسم البنتاغون، إن للأمريكيين "الحق بمعرفة متى يتمّ إدخال أعضاء الحكومة الأمريكية المستشفى، ومتى يكونون تحت التخدير أو متى يتمّ توكيل أداء مهامهم بسبب أي إجراء طبي".
ويأتي دخول أوستن إلى المستشفى في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط توتراً متصاعداً، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من تبادل للقصف بين حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان، والاحتلال الإسرائيلي بجنوب لبنان.
كما أطلقت فيه الفصائل العراقية المدعومة من إيران، بشكل متكرر، طائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف على القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية في العراق وسوريا، فيما تشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن بمنطقة البحر الأحمر.