قال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن، في بيان نشرته وزارة الخارجية الأيرلندية على موقعها الإلكتروني، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، إن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة الداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة "تحريضية وغير مقبولة على الإطلاق".
وأضاف مارتن، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع، أن "الوقف الفوري لإطلاق النار ووصول المساعدات بشكل كامل وآمن ودون عوائق لقطاع غزة أصبحا أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى". وشدد الوزير الأيرلندي على أن "غزة أرض فلسطينية، وجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقبلية".
يأتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير في إسرائيل، انتقادات أمريكية لدعوات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
دعوات إسرائيلية لتهجير أهالي غزة
نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن وزير المالية قوله إن "أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد حلاً إنسانياً لتشجيع الهجرة الطوعية لعرب غزة واستيعابهم في بلدان أخرى". وأضاف متمسكاً بموقفه: "المجتمع الإسرائيلي لن يوافق على استمرار هذا الواقع في غزة، نحن مطالبون بإعادة التفكير والمشاركة مع أصدقائنا في المجتمع الدولي".
وزعم سموتريتش أن "مليوني شخص يستيقظون كل صباح ولديهم رغبة في تدمير دولة إسرائيل وذبح اليهود واغتصابهم وقتلهم"، وفق تعبيراته التي نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. وتابع: "إذا كان هناك في غزة 100 ألف أو 200 ألف عربي وليس مليونين، فإن الحديث برمته في (اليوم التالي) سيبدو مختلفاً".
وسموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، مستوطن بالضفة الغربية وداعم للاستيطان.
وفي 2005، عارض سموتريتش الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من غزة، ودعا في الأسابيع الأخيرة لإعادة الاستيطان إلى القطاع. وجاهر سموتريتش وصديقه بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، بالدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقال بن غفير عبر منصة "إكس": "نقدّر حقاً الولايات المتحدة، ولكن مع كل الاحترام الواجب، لسنا نجمة أخرى على العلم الأمريكي".
وأضاف: "الولايات المتحدة هي أفضل صديق لنا، ولكن قبل كل شيء سنفعل ما هو الأفضل لدولة إسرائيل". وتابع: "هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح لسكان القطاع بالعودة إلى ديارهم والعيش في أمان وحماية جنود الجيش الإسرائيلي"، وفق قوله.
أمريكا تنتقد دعوات تهجير الفلسطينيين
كانت واشنطن انتقدت دعوات سموتريتش وبن غفير لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة "طوعاً".
وقال متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "ترفض الولايات المتحدة التصريحات الأخيرة الصادرة عن الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، والداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة".
وأضاف: "هذه تصريحات تحريضية وغير مسؤولة، وقد أعربت لنا الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك ما جاء على لسان رئيسها (بنيامين نتنياهو)، مراراً وتكراراً وبشكل متسق أن هذه التصريحات لا تعكس سياسة الحكومة، وينبغي الكف عن الإدلاء بأي تصريحات مماثلة بشكل فوري".
وتابع ميلر: "موقفنا واضح ومتسق ولا لبس فيه، إزاء أن قطاع غزة هو أرض فلسطينية، وسيبقى كذلك دون أن تتحكم حركة حماس بمستقبله، ودون أن تتمكن الجماعات 'الإرهابية' من تهديد إسرائيل. هذا هو المستقبل الذي نسعى إلى تحقيقه بما فيه صالح الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة المجاورة والعالم".
وازدادت، في الأيام الماضية، الدعوات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين طوعاً من قطاع غزة. وأفاد إعلام عبري الأربعاء، بأن إسرائيل تُجري "محادثات سرية" مع جمهورية الكونغو الديمقراطية "لاستيعاب مهاجرين (فلسطينيين) من قطاع غزة".
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري، إن "مسؤولين إسرائيليين أجروا محادثات سرية مع الكونغو (كينشاسا) وعدة دول أخرى لقبول محتمل لمهاجرين (فلسطينيين) من غزة".
يُذكر أنه، ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الثلاثاء 22 ألفاً و185 قتيلاً و57 ألفاً و35 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.