قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2024، بشأن قتل الاحتلال الإسرائيلي لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري خلال هجوم في العاصمة اللبنانية بيروت، واصفاً عملية الاستهداف بأنها المرحلة الأكثر خطورة في الهجمات الإسرائيلية على البلاد.
وجاء في الشكوى أن إسرائيل استخدمت ستة صواريخ في الهجوم الذي أدى إلى مقتل العاروري، مضيفة أن إسرائيل تستخدم المجال الجوي اللبناني لقصف سوريا.
تشييع جثمان صالح العاروري في لبنان
في سياق متصل فقد سبق أن شيّعت حركة "حماس" الخميس، بمشاركة الآلاف، نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، الذي اغتيل بالعاصمة اللبنانية بيروت بصواريخ موجّهة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية الثلاثاء.
ووفق شهود عيان فقد شارك الآلاف في تشييع العاروري، ومرافقيه عزام الأقرع ومحمد الريس، في موكب حاشد انطلق من مسجد الإمام عليّ في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، إلى "مقبرة الشهداء" المجاورة لمخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وأمّ المصلين في الجنازة، أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية، قبل أن يوارى الراحلون الثرى في "مقبرة الشهداء".
هتافات في جنازة العاروري لدعم غزة
حمل المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ورددوا هتافات التكبير والدعم لعملية طوفان الأقصى، و"فلسطين حرة"، و"حماس ثورتي"، و"يا عاروري بايعناك وبايعنا رجال القسّام".
وكانت "حماس" دعت في بيان إلى "المشاركة في تشييع الإخوة الذين ارتقوا خلال عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وفي كلمة له خلال التشييع، قال ممثل "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي: "إذا ظن العدو (الإسرائيلي) أنه بغدره يمكن أن يفتّت عضد المقاومة فهو واهم؛ لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير".
هنية يلقي كلمة في جنازة العاروري
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في كلمة صوتية بثت خلال التشييع: "معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر". وأضاف هنية أن "العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات، وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن استراتيجيتها".
وتابع: "سنمضي على ذات طريق الشوكة، أوفياء لدماء الشهداء في غزة والضفة ولبنان وفي كل جبهات المقاومة التي تساند شعبنا وغزتنا". وأوضح أن "الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد، لكنها نجحت في استئناف المقاومة فيها".
ورأى أن "فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة رجالاً أشداء، خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات، وإن عملية الاغتيال للشهيد (العاروري) في قلب العاصمة بيروت، دليل على العقلية الدموية للاحتلال ونهجه منذ عقود".
ومساء الثلاثاء، قال هنية، في كلمة بثتها قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لـ"حماس": "ننعى قائد الحركة في الضفة صالح العاروري، والقادة في القسام سمير فندي وعزام الأقرع، وعدداً آخر من كوادر الحركة هم: محمود شاهين، ومحمد بشاشة، ومحمد الريس، وأحمد حمود"، وحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
إسرائيل توسع هجومها على لبنان
في سياق موازٍ أفادت وكالة أنباء لبنان الرسمية، الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع جغرافية استهدافاته، واستعمل أسلحة أخطر وأشد فتكاً في غاراته على عدد من البلدات الجنوبية. وذكرت الوكالة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع جغرافية استهدافاته، واستعمل أسلحة أخطر وأشد فتكاً، وخاصة القذائف الفوسفورية.
وقالت إن الطائرات الحربية الإسرائيلية "نفذت عدواناً جوياً ليلاً مستهدفة بغارة مثلث بنت جبيل – يارون- مارون الراس، وألقت خلالها صاروخ جو – أرض".
وأوضحت أن "الصاروخ تسبب بإحداث حفرة عميقة في الطريق، بحيث لم يعد سلوكها ممكناً، وبذلك قطعت الطريق بين بنت جبيل ومارون الراس ويارون أمام حركة السيارات".
وأشارت الوكالة إلى أن تحليق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي استمر لصباح اليوم فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى مشارف مدينة صور جنوب لبنان.
وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استمر بإطلاق القنابل المضيئة (الحارقة) فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
وأوضحت أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارتين بين بلدتي شيحين منطقة السفرجل في مجدل زون، إضافة إلى قصف مدفعي استهدف منطقتي المرج ورويسة في أطراف بلدة حولا جنوب لبنان.
وقالت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف سهل مرجعيون وتلة حمامص، وألقى قذائف فوسفورية وقنابل مضيئة وقام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة على كفركلا.
و"تضامناً مع قطاع غزة"، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ 8 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
يُذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس "22 ألفاً و438 شهيداً و57 ألفاً و614 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.