تبحث إسرائيل فتحَ معبر إيريز، شمال قطاع غزة، لإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال القطاع، وذلك تحت ضغط من الولايات المتحدة؛ إذ يسعى الاحتلال لتحقيق أهداف تتعلق بسير الحرب و"إضعاف المقاومة"، وفقاً لما نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
ويُتوقع أن يُناقش الأمر خلال الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى دولة الاحتلال الأسبوع المقبل.
وتفكر إسرائيل في إدخال شاحنات المساعدات من فتحة في السياج المحيط بغزة في منطقة كيبوتس بئيري، والتي يستخدمها جيش الاحتلال لإدخال الإمدادات إلى قواته في القطاع.
فيما تزعم إسرائيل أن القطاع يدخل إليه يومياً نحو 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، معظمها من مصر، عبر معبر رفح، وبعضها من معبر كرم أبو سالم، الذي فُتح الشهر الماضي بضغوط أمريكية.
ويتولى الصليب الأحمر ومنظمة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (الأونروا) تسليم 60% من المساعدات، والباقي تُشرف على توزيعه منظمات مدنية دولية أخرى.
أهداف الاحتلال في غزة
فيما ترى المؤسسة الأمنية للاحتلال أن فتح معبر إيريز يحقق لها عدة أهداف في الوقت نفسه: إرضاء الأمريكيين، وإضعاف حركة المقاومة حماس، والنَّيل من قدرتها على السيطرة في أنحاء مختلفة من القطاع كما تقول الصحيفة.
ومن الخيارات التي يفكر فيها جيش الاحتلال نقل مسؤولية توزيع المساعدات في القطاع إلى أعضاء فتح، التابعين للسلطة الفلسطينية.
ويشار إلى أنه يوجد في قطاع غزة حالياً نحو 170 ألف شخص عملوا موظفين في السلطة الفلسطينية، ويتلقى 27 ألف شخص منهم راتباً شهرياً من السلطة الفلسطينية، ولا يزال نحو 5 آلاف منهم يعملون بمختلف هيئات الإدارة المدنية للقطاع تحت حكم حماس.
لكن مصادر مطلعة قالت إن قرار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بوقف تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية ربما يحول دون المضي قدماً في هذا الأمر. ومع ذلك من المتوقع أن يناقش كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين مع وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته، مسألةَ الإفراج عن أموال السلطة والتقدم في هذا المسار.
أما الخيار الثاني الذي تبحثه إسرائيل في هذا السياق فهو نقل مسؤولية التوزيع إلى بعض رجال الأعمال الأقوياء في القطاع، والعشائر ذات النفوذ.
وهناك اقتراح ثالث مفاده أن يتولى توزيع المساعدات مختلف اللجان المدنية العاملة في قطاع غزة، أو رؤساء البلديات والمجالس المحلية والقروية.
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير لدى الاحتلال هذا الأسبوع إن إسرائيل ترسل للولايات المتحدة تقريراً يومياً عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، من خلال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يتلقى بيانات دخول الشاحنات من جيش الاحتلال.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن المساعدات التي تدخل قطاع غزة معظمها منتجات غذائية أساسية وجافة، وأدوية ومعدات طبية، وخيام، وغيرها من الوسائل اللازمة لإقامة التجمعات الإنسانية في جنوب القطاع.
وتزعم إسرائيل أنها سمحت في الأيام الماضية بإدخال الفواكه والخضراوات إلى القطاع، وتنوي السماح بإدخال كميات من منتجات الألبان واللحوم.
جدير بالذكر أن السلع الاستهلاكية الأساسية في القطاع صارت باهظة الثمن بسبب حرب الاحتلال، إذ زاد سعر علبة اللحوم المعلبة من 3 شيكل (80 سنتا أمريكياً) إلى 30 شيكل (نحو 8 دولارات أمريكية).