قال متحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلية يوم الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2023 إن إسرائيل ستمثل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لدحض اتهامات جنوب أفريقيا بارتكاب إبادة جماعية في الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وطلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية يوم الجمعة إصدار أمر عاجل يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 في حملتها ضد حماس.
إسرائيل ستمثل أمام محكمة العدل
قال المتحدث إيلون ليفي في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لدحض اتهام فرية الدم السخيف الذي توجهه جنوب أفريقيا". وأضاف ليفي: "نؤكد لقادة جنوب أفريقيا أن التاريخ سيحكم عليكم، وسيحكم عليكم بلا رأفة".
ومحكمة العدل الدولية هي الساحة التي تحسم فيها الأمم المتحدة النزاعات بين الدول. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الدعوى "لا أساس لها".
وخاضت إسرائيل الحرب بعد هجوم عبر الحدود شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تقول إسرائيل إنه تمخض عن مقتل 1200 شخص.
استشهاد الآلاف في غزة
يقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن إسرائيل ردت بهجوم جوي وبري أودى بحياة أكثر من 22 ألف شخص. وأرقام القتلى لا تفرق بين مقاتلين ومدنيين، لكن الوزارة قالت إن 70% من القتلى في غزة من النساء ومن تقل أعمارهم عن 18 عاما. وتشكك إسرائيل في الأرقام الفلسطينية عن القتلى وتقول إنها قتلت ثمانية آلاف مقاتل.
وسرد ليفي سلسلة من الإجراءات التي زعم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اتخذها لتقليص الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين.
وزعم ليفي أن حماس تتحمل المسؤولية الأخلاقية الكاملة عن الحرب التي بدأتها والتي "تشنها من داخل وتحت المستشفيات والمدارس والمساجد والمنازل ومنشآت الأمم المتحدة". وأضاف، دون الخوض في تفاصيل، أن جنوب أفريقيا متواطئة في جرائم حماس ضد الإسرائيليين.
في المقابل تنفي حماس استخدام سكان غزة كدروع بشرية.
جنوب أفريقيا تقاضي إسرائيل
كانت جنوب أفريقيا قد سبق أن طلبت من محكمة العدل الدولية في وقت سابق إصدار أمر عاجل تعلن فيه أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 في حملتها المستمرة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وتضطلع محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بحل النزاعات بين الدول. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في رد فعل إن القضية "لا أساس لها".
واتهمت جنوب أفريقيا في الدعوى إسرائيل بانتهاك التزاماتها بموجب الاتفاقية التي صيغت في أعقاب المحرقة النازية (الهولوكوست) وتجرّم محاولة القضاء على أي شعب بشكل كلي أو جزئي.
وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار تدابير مؤقتة أو قصيرة المدى تأمر إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة، وقالت إنها تدابير "ضرورية في هذه الحالة للحماية من أي أضرار إضافية جسيمة لا يمكن إصلاحها بحقوق الشعب الفلسطيني".
ومع أن محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي تعد المحكمة العليا بالأمم المتحدة، فإن أحكامها أحياناً ما يجري تجاهلها. وكانت المحكمة قد أمرت روسيا في مارس/آذار 2022 بأن توقف على الفور حملتها العسكرية في أوكرانيا.
ورحب الفلسطينيون بالدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنها تطالب "محكمة العدل الدولية بسرعة الاستجابة إلى طلب الأصدقاء في جنوب أفريقيا للإجراءات المؤقتة وبشكل عاجل من أجل منع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، من خلال إصدار قرار بوقف العدوان، وإطلاق النار، والطلب من الدول المتواطئة في ارتكاب الجريمة ضد شعبنا أن تتوقف عن ذلك، وأن تطالب جميع الدول بوقف إطلاق النار الفوري".
انتقادات للحرب الإسرائيلية على غزة
يُعد طلب المحكمة أحدث خطوة من جانب جنوب أفريقيا، التي تنتقد الحرب الإسرائيلية بشدة، لتكثيف الضغوط بعد أن صوت مشرعوها الشهر الماضي لصالح إغلاق السفارة الإسرائيلية في بريتوريا وتعليق جميع العلاقات الدبلوماسية لحين الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وقالت الحكومة في بيان صادر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون إنها قدمت الطلب ضد إسرائيل أمس الجمعة. وأضاف البيان: "لقد تقاعست إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على وجه الخصوص، عن منع الإبادة الجماعية وإجراء الملاحقات القضائية فيما يتعلق بالتحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية".
وتدعم جنوب أفريقيا مسعى الفلسطينيين لإقامة دولة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عقود من الزمن، وتشبه محنة الفلسطينيين بمحنة الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري القمعية، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.