كشف موقع "واللا" الإسرائيلي الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، تفاصيل مكالمة هاتفية صعبة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت الماضي، بشأن أموال الضرائب الفلسطينية التي جمَّدها الاحتلال منذ شهرين، حيث طالب بايدن نتنياهو بحل المشكلة ثم أنهى المحادثة، بحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين كبار ومصدر ثالث مطلع على القضية.
وكشف أحد كبار المسؤولين الأمريكيين أن هذه كانت واحدة من أصعب المكالمات الهاتفية وأكثرها إحباطاً بين بايدن ونتنياهو منذ بداية الحرب في غزة، فيما قال الموقع إن المكالمة هي علامة أخرى على التوتر المتزايد بين الرئيس ورئيس الوزراء في الأسابيع الأخيرة.
يشار إلى أنه في وقت سابق قرر المجلس الوزاري إجراء مقاصة لنحو 40% من أموال الضرائب التي يجبيها الاحتلال لصالح السلطة الفلسطينية والتي تلتزم بتحويلها إليها بموجب الاتفاقيات بين الطرفين، فيما جاء هذا القرار بناء على طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي ادعى أن هذه الأموال تحول من قبل السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة؛ وبالتالي ستذهب إلى حماس.
محادثة متوترة بين نتنياهو بايدن
وكشف مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار أن المحادثة التي استمرت 45 دقيقة ركزت على المرحلة التالية من العملية البرية الإسرائيلية في غزة وخطة توسيعها لتشمل مخيم البريج للاجئين في وسط القطاع. ومع ذلك، في نهاية المكالمة الهاتفية، أثار بايدن مخاوفه مع نتنياهو بشأن تجميد الاحتلال لأموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.
وطلب بايدن من نتنياهو قبول الاقتراح الذي طرحته إسرائيل نفسها على الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع، والذي بموجبه سيتم تحويل التخفيضات الضريبية إلى الحجز في النرويج؛ حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه أن يعالج مخاوف إسرائيل من أن الأموال قد ينتهي بها الأمر لحماس.
وكانت السلطة الفلسطينية قد وافقت بالفعل على هذا الاقتراح وأوضحت للولايات المتحدة أنها بموجب هذا الترتيب ستكون مستعدة لاستئناف تلقي الجزء من أموال الضرائب الذي لم تجمده إسرائيل.
فيما قال مسؤول أمريكي كبير ومصدر مطلع على المحادثة، إن نتنياهو فاجأ بايدن عندما تراجع عن الاتفاق الإسرائيلي، وقال إنه لم يعد يعتقد أن العرض النرويجي جيد.
إذ قال نتنياهو لبايدن إنه لا يثق بالنرويج، وشدد على أن السلطة الفلسطينية يجب أن تأخذ ببساطة الجزء من أموال الضرائب الذي ترغب إسرائيل في تحويله إليها. وقال مسؤول أمريكي كبير إن بايدن رد على نتنياهو بأن الولايات المتحدة تثق بالنرويج؛ وهذا ينبغي أن يكون كافياً لكي تثق إسرائيل في هذا العرض أيضاً.
"نتنياهو لا يقدم شيئاً بالمقابل"
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كبار إن بايدن أبلغ نتنياهو بأن عليه التعامل مع المتطرفين في ائتلافه الذين يعارضون تحويل أموال الضرائب، في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطاً سياسية فيما يتعلق بالحرب في غزة من بعض الديمقراطيين في الكونغرس.
وبعد دقائق قليلة، قال بايدن لنتنياهو إنه يتوقع منه إيجاد حل للمسألة، وأشار إلى أن "هذه المحادثة انتهت". وقال مسؤول أمريكي: "كان الشعور هو أن الرئيس يذهب إلى أبعد الحدود من أجل نتنياهو ويتحمل المخاطر السياسية كل يوم، ولكن عندما تأتي لحظة نتنياهو ليقدم شيئاً في المقابل ويتحمل المخاطرة السياسية، فإنه ليس مستعداً للقيام بذلك".
وحاول مسؤول أمريكي كبير آخر، علق على التفاصيل الواردة في المقال، التخفيف من حدة الجدل، وأشار إلى أن نتنياهو لم يرفض الاقتراح النرويجي بشكل قاطع لكنه "قال إنه لا يزال يحاول حل بعض الأمور على الجانب الإسرائيلي".
فيما أشار الموقع إلى أنه بعد أيام قليلة من الاتصال بين بايدن ونتنياهو، وصل الوزير المساعد لرئيس الوزراء رون ديرمر لإجراء محادثات في البيت الأبيض مع مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، وكانت قضية أموال الضرائب الفلسطينية من بين المواضيع التي طرحت للنقاش.