صادقت الحكومة الإسرائيلية على تحويل 75 مليون شيكل (20 مليون دولار) لتأمين البؤر الاستيطانية غير القانونية بالضفة الغربية، في حين اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار المصادقة على دعم تأمين المستوطنات الجديدة تقويضاً ممنهجاً لحل الدولتين وتهديداً خطيراً "لأمن ساحة الصراع والمنطقة برمّتها".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قالت، الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023: "في اجتماعها الأسبوعي أمس الأحد، صادقت الحكومة على اقتراح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتحويل 75 مليون شيكل إلى (مكونات أمنية) للبؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، المعروفة باسم (المستوطنات الفتية)".
ووجّه عدد من المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، انتقادات لاستمرار تحويل الأموال للمستوطنات في وقت الحرب.
ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله خلال اجتماع الحكومة: "إن حياة المستوطنين ليست أقل قيمة.. إن الحملة ضد الدفاع عن المستوطنين في البؤر، الذين هم الآن في طليعة القتال بنسبة مذهلة، هي حملة قاسية وحزينة".
وأضاف سموتريتش -وهو أيضاً مستوطن-: "هناك حد أدنى من مسؤولية الدولة، المستوطنون الأبطال يستحقون الحد الأدنى من الأمن في المنزل وأكثر من ذلك بكثير".
تقويض ممنهج لحل الدولتين
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، مصادقة حكومة الاحتلال على تخصيص ملايين الدولارات للمستوطنات، معتبرة الإجراء تقويضاً ممنهجاً لحل الدولتين.
كما اعتبرت الاقتراح الذي قدمه وزير المالية الإسرائيلي بتخصيص نحو 75 مليون شيكل للاستيطان والبؤر الاستيطانية في الضفة بزعم احتياجات أمنية، تهديداً خطيراً "لأمن ساحة الصراع والمنطقة برمتها".
دعم الاستيطان "استمرار للعدوان"
وفي وقت سابق، قالت حركة "حماس" إن مقترح وزير المالية الإسرائيلي تخصيص ميزانيات ضخمة لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية "استمرار للعدوان ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".
الحركة أفادت، في بيان، بأن "مقترح تعزيز الاستيطان في أراضينا المحتلة بالضفة الغربية، يعدُّ استمراراً للعدوان الصهيوني ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".
وتابعت: "كما أنه يعتبر استهتاراً بكل القوانين والمواقف الدولية الرّافضة والمجرّمة للاستيطان".
ولفتت الحركة إلى أن "استمرار حكومة الاحتلال في توسيع مشاريعها الاستيطانية على أراضينا المحتلة، يستدعي موقفاً دولياً حازماً وجاداً في تجريمها ووقفها".
كما أكدت أن "تلك السياسات الاحتلالية تصب الزيت على النار، وستتحطّم على صخرة صمود شعبنا ومقاومتنا الباسلة".
والبؤر الاستيطانية هي المستوطنات الصغيرة التي أقامها مستوطنون على أراضٍ فلسطينية، بدون موافقة الحكومة الإسرائيلية.
وتقول حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إن هناك 144 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية.
وإضافة إلى هذه البؤر، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أقامت 146 مستوطنة بالضفة الغربية، يقطنها أكثر من 470 ألف مستوطن، وفقاً لمعطيات "السلام الآن".