أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الأحد، 24 ديسمبر/كانون الأول 2023 مقتل 48 جندياً إسرائيلياً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وقالت الكتائب في بيان على تليغرام: "تمكن مجاهدو القسام خلال الـ4 أيام الماضية من تدمير 35 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً".
وأضافت: "وأكد مجاهدونا قتل 48 جندياً صهيونياً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وتنفيذ 24 مهمة عسكرية تم فيها استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم".
القسام تقتل جنوداً إسرائيليين قنصاً
أوضحت "القسام" أنه "تم تفخيخ نفقين في وحدة "يهلوم" وحقل ألغام في آليات وجنود الاحتلال". كما نفذ عناصرها "6 عمليات قنص استهدفت جنود العدو، كما دكّوا مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال في قطاع غزة"، وفق البيان.
وأشارت "القسام" إلى أن مسلحيها "أمطروا مدينة تل أبيب وسط الكيان برشقة صاروخية". وحتى الساعة 18:25 (ت.غ) لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري بشأن الأرقام الواردة في بيان "القسام".
وفي وقت سابق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل ضابط في صفوفه، خلال معارك شمالي قطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 15 خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
معارك ضارية في غزة
في سياق متصل، قال محلل عسكري إسرائيلي، الأحد، إن حركة "حماس" تستثمر تفوّقها في حرب العصابات بجنوبي قطاع غزة، باعتبارها "منطقة تعرفها جيداً"، وشدد على أن عدد القتلى الكبير للجيش الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الأخيرة يؤكد وجود "معارك ضارية".
جاء ذلك في تحليل لنير دفوري نشرته القناة "12" العبرية (خاصة) على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "هل حقق الجيش الإسرائيلي الأهداف التي حددها حتى الآن؟.. النموذج الذي تختبره إسرائيل في شمال قطاع غزة".
وأضاف دفوري: "تشهد عطلة نهاية الأسبوع الصعبة، التي قُتل خلالها 13 عسكرياً (قبل الإعلان عن مقتل جندي جديد) في معارك بقطاع غزة، على شدة القتال والمعارك الصعبة التي تدور رحاها".
وتابع أن "قدرة مقاتلي حماس على تعقّب الجيش الإسرائيلي، والخروج من فتحات الأنفاق حتى في المناطق التي احتلها الجيش، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات أو قذائف (آر بي جي)، تنجح في إلحاق خسائر بقواتنا". و"الحقيقة أن حماس تستغل تفوّقها في حرب العصابات في منطقة تعرفها جيداً"، كما زاد دفوري.
وأردف أن "المعارك شديدة، وتتركز في وسط وجنوبي قطاع غزة، حيث لا تزال القوات في طور اختراق خطوط دفاع العدو (المقاومة الفلسطينية)، التي تم إعدادها لذلك منذ فترة طويلة". دفوري قال إن إسرائيل "تحاول الاستفادة من الوضع الذي وصل إليه الجيش في شمالي قطاع غزة وتحويل المنطقة إلى نموذج".
وأوضح أن "الهدف هو إنشاء هيئة في شمالي قطاع غزة، بالتعاون مع الهيئات الدولية، تتألف من السكان المحليين، وتكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية، وبالنظر إلى صور الفوضى القادمة من الجنوب وفقدان السيطرة، ستكون لهذه الهيئة قوة كبيرة".
و"سيصبح هذا النموذج ممكناً بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكل شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع"، على حد قول دفوري. وتوقع أنه "ربما تكون الهيئة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي نفسها التي ستتولى زمام الأمور في القطاع بأكمله مستقبلاً".
نتنياهو يصر على مواصلة حرب غزة
في حين يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوماً ضد قواعد عسكرية ومستوطنات قتلت فيه نحو 1140 إسرائيلياً وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ ذلك اليوم، حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى ظهر الأحد 20 ألفاً و424 قتيلاً، و54 ألفاً و36 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
يذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، 20 ألفاً و424 قتيلاً، و54 ألفاً و36 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.