ارتقى العشرات من الشهداء وأصيب عدد كبير، الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، على إثر غارات اسرائيلية استهدفت مخيم البريج في مدينة دير البلح وسط غزة، ومناطق أخرى متفرقة من القطاع، في وقت أعلن فيه المتحدث باسم "صحة غزة" أن قصف الاحتلال خلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط، أسقط 200 شهيد على الأقل.
في وقت سابق الأحد، أعلنت "صحة غزة" عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان ليصل إلى إلى 20424 شهيداً و54036 مصاباً.
غارات في كل مكان
غارات الاحتلال استهدفت دوار الشهداء في مخيم البريج، كما شن غارة جوية على بيت حانون شمالي قطاع غزة.
في الجنوب، ذكر شهود من القطاع، أن 3 شهداء قد ارتقوا في قصف للاحتلال على محيط مدرسة العودة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما أكدوا سقوط شهداء وجرحى في قصف آخر استهدف قصر العدل.
نتيجة لذلك، أعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أن ما "لا يقل عن 201 شهيد و384 مصاباً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية"، وأضاف أن "أكثر من 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة من الأطفال والنساء".
المتحدث نفسه، أكد في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت إعدامات ميدانية في بعض مناطق غزة".
بخصوص الإصابات التي تصل المشافي، فقد أوضح المتحدث باسم "صحة غزة" أنها "تعاني حروقاً من الدرجة الثالثة"، مشدداً على أن الاحتلال "يستخدم أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين".
جثث متحللة داخل الأنقاض
من جهته، أوضح محمد بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة لقناة "الجزيرة"، أن "القصف لم يقتصر على الشمال بل شمل محافظة غزة بشكل مستمر".
وأضاف أن "آليات الاحتلال دهست عدداً من جثامين الشهداء"، مؤكداً أن "عدداً كبيراً من الشهداء تحللت جثامينهم لصعوبة الوصول إليهم".
في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال قصفه البري والبحري والجوي على القطاع، شدد المتحدث نفسه في تصريح له لـ"الجزيرة" على أن "عدداً كبيراً من الشهداء يوجدون تحت أنقاض البنايات المستهدفة في الشمال".
وأضاف: "الاحتلال يمنعنا من انتشال أحياء من البنايات المستهدفة عبر استهدافنا".
كما كشف أن عدد شهداء الدفاع المدني في غزة قد ارتفع إلى 40 منذ بدء العدوان على القطاع.
"الصحة العالمية": إنها مأساة
في غضون ذلك، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، تدمير النظام الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساة"، وذلك في تدوينة نشرها غيبريسوس على حسابه عبر منصة "إكس".
المسؤول الأممي قال: "في مواجهة انعدام الأمن المستمر، وتدفق المرضى الجرحى، نرى الأطباء والممرضات وسائقي سيارات الإسعاف وغيرهم يواصلون السعي لإنقاذ الأرواح".
كما شدد غيبريسوس: "سنواصل بالتعاون مع شركائنا في مجال الصحة العمل جنباً إلى جنب لتوصيل الإمدادات، ودعم توفير الرعاية، ونقل المصابين بجروح خطيرة إلى المراكز الطبية المتوفرة لتلقي العلاج".
واعتبر تدمير النظام الصحي في غزة "مأساة"، قبل أن يختتم مدير عام الصحة العالمية بالقول إننا "مستمرون في الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة الآن".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، 20 ألفاً و424 قتيلاً، و54 ألفاً و36 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.