أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة، وربع المباني في خان يونس جنوب القطاع، وفقاً لتحليل بيانات القمر الاصطناعي، "كوبرنيكوس سنتينل-1″، أجراه خبراء في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب، وفقاً لتقرير نشرته "Associated Press"، الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وتقول الوكالة الأمريكية إنه في أكثر من شهرين، أحدث الهجوم في غزة دماراً أكبر من تدمير حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين في القطاع أكثر مما قتله التحالف بقيادة أمريكا في حملته التي استمرت ثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة.
ولم يكشف الجيش الإسرائيلي عن أنواع القنابل التي يستخدمها في غزة، ولكن من خلال شظايا الانفجار التي تم العثور عليها في المواقع وتحليل لقطات الغارات، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي تم إسقاطها على القطاع المحاصر هي أمريكية الصنع.
وشارك في تحليل الصور الخبيران، كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك، من جامعة ولاية أوريغون، واللذان أشارا إلى أن نسبة المباني المتضرر في خان يونس تضاعفت خلال أول أسبوعين فقط من الهجوم البري الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية.
ويشمل الدمار، عشرات الآلاف من المنازل، بالإضافة إلى المدارسة والمستشفيات والمتاجر، وقال مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المدارس في غزة تعرضت لأضرار، 56 منها كانت مأوى للنازحين المدنيين، كما أن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد وثلاث كنائس.
الدمار في غزة تجاوز قصف الحلفاء لألمانيا
ووفقاً للمقاييس، فإن الدمار في غزة تجاوز قصف الحلفاء لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وقال روبرت بيب المؤرخ العسكري الأمريكي، إنه ما بين عامي 1942 و1945، هاجم الحلفاء 51 مدينة وبلدة ألمانية كبرى، ودمروا حوالي 40 إلى 50% من المناطق الحضرية، وهذا يمثل 10% من المباني في جميع أنحاء ألمانيا، مقارنة بأكثر من 33% في جميع أنحاء قطاع غزة، والتي تبلغ مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً.
وقال روبرت بيب، المؤرخ العسكري الأمريكي، إنه بين عامي 1942 و1945، هاجم الحلفاء 51 مدينة وبلدة ألمانية كبرى، ودمروا حوالي 40-50% من مناطقهم الحضرية. وقال بابي إن هذا يمثل 10% من المباني في جميع أنحاء ألمانيا، مقارنة بأكثر من 33% في جميع أنحاء غزة، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية تبلغ مساحتها 140 ميلاً مربعاً فقط (360 كيلومتراً مربعاً).
وشدد بيب، على أن غزة هي من المناطق التي شهدت أشد حملات العقاب المدني في التاريخ، وهي الأعلى تدميراً على الإطلاق.
وكان تحقيق سابق، لوكالة أسوشيتد برس، اعتبر أن هجوم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2017، ضد تنظيم الدولة في مدينة الموصل العراقية، هي إحدى أعنف الهجمات، وقد أدت خلال تسعة أشهر فقط إلى مقتل نحو 10 آلاف مدني، ثلثهم بسبب قصف التحالف.
ونفذ التحالف الدولي خلال الأعوام 2014- 2017، ما يقارب 15 ألف ضربة في كافة أنحاء العراق، خلال حملته ضد تنظيم الدولة، وفقاً لمنظمة "Airwars" والتي تتبع الصراعات في المنطقة، وتتخذ من لندن مقراً لها. لكن الجيش الإسرائيلي قال الأسبوع الماضي إنه نفذ 22 ألف غارة في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، أسفرت عن استشهاد وفقدان أكثر من 26 ألف فلسطيني، و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.