قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن بلاده وحلفاءها "يشعرون بقلق متزايد" من أن تضر الخطوات الإسرائيلية بالسلام في الشرق الأوسط على المدى الطويل، فيما أعلنت اليونان عن رغبتها في "نهاية هذا الكابوس"، في إشارة إلى العدوان على غزة، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه منظمة الصحة العالمية على الشلل التام للمستشفيات شمال القطاع.
رئيس الوزراء الكندي، ذكر في تصريح أدلى به لقناة "سي بي سي نيوز" تطرق فيه إلى الهجمات الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، أن بلاده وحلفاءها مثل أستراليا والولايات المتحدة "يساورهم قلق متزايد" من أن الخطوات الإسرائيلية قصيرة المدى تعرض للخطر السلام طويل الأمد بالمنطقة والدعم المقدم.
كما جدد رئيس الوزراء تأكيده على أن كندا ستواصل دعم "حل الدولتين" بشأن القضية الفلسطينية.
ترودو، علق على تصويت بلاده المؤيد لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو لوقف إطلاق نار إنساني عاجل في غزة.
إذ قال بهذا الخصوص: "لقد غيرنا الطريقة التي عبرنا بها عن ذلك، لكن موقفنا نفسه لم يتغير"، دون مزيد من التفسير.
خطة أثينا لـ"إنهاء الكابوس"
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية اليوناني يورغوس يرابتريتيس أن بلاده أظهرت موقفاً ثابتاً حيال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدايتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولا تزال مستمرة فيه.
خلال فعالية بالعاصمة أثينا، الخميس، صرح رابتر بيتيس: "نعتقد أن صوتنا سيكون أقوى عندما ينتهي هذا الكابوس ويعود كل شيء إلى طبيعته".
وتطرق إلى خطة لأثينا من 5 مواد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مثل إنهاء الموقف العدائي خاصة ضد المدنيين، والإفراج عن جميع الأسرى، وفتح ممر إنساني للاستفادة من الخدمات الحيوية مثل الصحة، وإدانة الاتحاد الأوروبي للهجمات، وتشكيل منتدى دولي لمناقشة أسس الصراع.
كما شدد وزير الخارجية اليوناني على ضرورة ألا يتسامح المجتمع الدولي مع الصور القادمة من غزة.
لا مستشفيات شمال غزة
في وقت سابق الخميس، كشفت منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن "شمال قطاع غزة لم يعد به مستشفيات عاملة بسبب نقص الموارد وسط الهجوم الإسرائيلي المستمر".
ممثل "الصحة العالمية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، قال في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف السويسرية عبر رابط فيديو، إن "المنظمة لا تزال تؤوي آلاف النازحين".
كما شدد على أنه "لم يعد هناك مستشفيات عاملة في الشمال، وكان المستشفى الأهلي آخر المستشفيات، ولكنه الآن يعمل بشكل طفيف، وما زال يعالج المرضى ولكن لا يستقبل حالات جديدة".
المتحدث نفسه أشار إلى أن "9 فقط من أصل 36 منشأة صحية تعمل بشكل جزئي في كامل قطاع غزة، وجميعها تقع في الجنوب".
ولفت إلى أن المستشفى الأهلي يشهد "فوضى عارمة، وازدحاماً تاماً، و(يقع في) منطقة كوارث".
كذلط، أوضح بيبركورن أنه "تم اعتقال أكثر من 20 من العاملين بالمستشفى الأهلي، الإثنين"، قائلاً إنه "تم إطلاق سراح 6 منهم، وأجبروا على الانتقال إلى الجنوب"، مؤكداً أنه "لا معلومات بشأن من تبقى من المحتجزين".
في السياق نفسه، حث المسؤول الأممي جميع أطراف النزاع على "احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية العاملين الصحيين، والمرضى، والمرافق الصحية، وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات".
وشدد بيبركورن على أن مستشفيين كبيرين في جنوب غزة يعملان "بثلاثة أضعاف" طاقتهما السريرية.
وفقاً للمسؤول الأممي، يقدر عدد النازحين بأكثر من 1.9 مليون، أو 85% من السكان، نصفهم أطفال، فيما يلجأ أكثر من 1.4 مليون منهم إلى مرافق الأونروا والأماكن العامة الأخرى، بما في ذلك المستشفيات.
واختتم بيبركورن حديثه بالقول إن "136 من موظفي الأونروا قتلوا منذ بدء الأعمال العدائية".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 20 ألف قتيل فلسطيني و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.